فقالوا : لا إلاّ صلاة أمير المؤمنين عثمان أربعاً ، فأبى علي أنْ يصلّي بهم ( 1 ) . إقرأ واعجب من هؤلاء الصحابة وهم أُلوف مؤلّفة ; لأنّهم كانوا بمنى في موسم الحجّ ، كيف يرفضون صراحة سنّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا يقبلون إلاّ بدعة عثمان ؟ ! ! وإذا كان عبد الله بن مسعود يرى في خلاف عثمان شرّاً فيصلّي أربعاً ، رغم أنّه يروي عن النبيّ ركعتين ، فلعلّه فعل ذلك تقيّة خوفاً من هؤلاء الذين يُعدّون بالآلاف ، والذين لا يقبلون إلاّ ما فعله عثمان ، ضاربين بالسنّة النبويّة عرض الجدار . ولا تنسَ بعد كلّ هذا أنْ تُصلّي وتُسلّم على النبيّ ، وعلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي رفض أنْ يُصلّي بهم إلاّ صلاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد أراد بذلك إحياء السنّة النبويّة التي خالفوها ، ولم يخشَ عليٌّ في ذلك لومة لائم ، ولا خاف من جموعهم ومؤامراتهم . وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ عبد الله بن عمر قال : الصلاة في السفر ركعتان ، من خالف السنّة فقد كفَر ( 2 ) . وبهذا فقد كفّر عبد الله بن عمر الخليفة عثمان ، وكلّ الصحابة الذين تابعوه على بدعة إتمام الصلاة في السفر ، ومع ذلك فلنا عودة مع الفقيه عبد الله بن