عنها ، ومع ذلك فأغلب « أهل السنّة والجماعة » اليوم يظنّون أنّها واجبة . ولعلّ أبا بكر وعمر بتركهم سنّة النبيّ في الأضحية أرادا أن يُوهمَا الناس بأنّ كلّ ما فعله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليس بواجب ويمكن تركه وإهماله . وبذلك يستقيم قولهم : حسبنا كتاب الله يكفينَا ، ويستقيم أيضاً قول أبي بكر : لا تُحدّثوا عن النبيّ شيئاً ، وقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله ، فأحلّوا حلاله وحرّموا حرامه . وعلى هذا لو حاجج رجل أبا بكر بالسنّة النبويّة في الأضحية مثلا ، فسيكون جواب أبي بكر : لا تحدّثني عن النبيّ شيئاً ، وأرني الأضحية في كتاب الله ! وبعد هذا يَفهم الباحثُ لماذا بقيتْ سنّة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندهم مجهولة ومتروكة ، ولماذا بدّلوا أحكام الله ورسوله بآرائهم وقياسهم ، وما استحسنوه من أُمور تتماشى وأهواءهم . وهذه الأمثلة التي أخرجناها هي غيضٌ من فيض لما فعله أبو بكر تجاه السنّة النبويّة الشريفة ، وما لقيتْ منه من إهانة وحرق وإهمال ، ولو شئنا لكتبنا في ذلك كتاباً مستقلاًّ . فكيف يطمئنُّ المسلم إلى شخص هذا مبلغه من العلم ، وهذه علاقته بالسنّة النبويّة الشريفة ، وكيف يتسمّى أتباعه ب « أهل السنّة » ؟ ! فأهل السنّة لا يهملونها ولا يحرقونها . كلاّ ، بل أهل السنّة هم الذين يتّبعونها ويقدّسونها . * ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ