ذكر محمّد من الأذان ( 1 ) . فلا غرابة أن يعمد أتباعه ومقلِّدوه على بتر الصلاة وتحريفها ، ولو قدروا على حذفها لفعلوا ، ولكن هيهات هيهات . وقد تسمع اليوم في كلّ منبر من منابرهم وبالخصوص منابر الوهابية الصلاة المحرفة ، فإمّا أنّهم يصلّون صلاة بتراء ، وإذا ما اضطروا إلى إكمالها فإنّهم عندئذ يزيدون عليها لفظاً : وعلى أصحابه أجمعين ، أو يقولون : وعلى أصحابه الطيبين الطاهرين ، ويحوِّلون بذلك آية التطهير النازلة في أهل البيت إلى الصحابة ; ليموِّهوا على عامة الناس بأنّ أهل البيت والصحابة في الفضل سواء . وقد أخذوا علم التمويه والتحريف على فقيههم الأوّل ، ومرشدهم الكبير عبد الله بن عمر الذي عرفنا بغضه لأهل البيت . فقد أخرج مالك في الموطأ أنّ عبد الله بن عمر كان يقف على قبر النبيّ ، فيصلّي على النبيّ وعلى أبي بكر وعلى عمر ( 2 ) . وأنت أيّها الباحث إذا تأمّلت في الواقع ، فإنّك لا تجد لهذه الزيادة من الصلاة على الصحابة أصلا لا في الكتاب ولا في السنّة النبويّة ، وإنّما أمر الكتاب والسنّة بالصلاة على محمّد وآل محمّد ، والأمر هو موجه للصحابة قبل غيرهم من المكلّفين . وإنّك لا تجد هذه الزيادة إلاّ عند « أهل السنّة والجماعة » فكم لهم من
1 - راجع في ذلك كتاب « فأسألوا أهل الذكر » . 2 - الموطأ : 183 ح 68 ، باب 22 فيما جاء في الصلاة على النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .