فالذين يصبرون على الحقّ رغم قلّة أعوانه ينصرهم الله سبحانه بالمعجزات ، فيبعث الملائكة المسوّمين يُقاتلون معهم ، ولولا تدخّل الله مباشرة لما انتصر الحقّ على الباطل أبداً . وها نحنُ نعيش اليوم هذه الحقيقة المؤلمة ، والمؤمنون الصادقون أنصار الحقّ مغلوبون على أمرهم ، ومقهورون مشرّدون ومنكوبون ، بينما أنصار الباطل الذين يكفرون بالله يحكمون ويلعبون بمصير الشعوب وبأرواحهم ، ولا يمكن للمؤمنين المستضعفين أن ينتصروا في معركتهم ضدّ الكافرين المستكبرين إلاّ بإعانة الله تعالى ، ولذلك وردتْ الروايات بأنّ المعجزات ستظهر بظهور المهدي ( عليه السلام ) . وليستْ هذه دعوةً للركود والانتظار ، كيف يصحّ ذلك وقد قدّمتُ آنفاً بأنّه لا يظهر إلاّ بوجود الأنصار والأعوان ، ويكفي المؤمنين الصادقين أن يحملوا فكر الإسلام الصحيح المتمثِّل في ولاية أهل البيت - أعني بذلك التمسُّك بالثّقلين كتاب الله وعترة النبيّ - ليكونوا من أنصار وأعوان المهدي المنتظر ( عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة وأزكى السلام ) . أقول قولي هذا واستغفر الله إن كنت مُخطئاً على رأي الأكثرية من الناس ، ومُصيباً على رأي الأقليّة منهم ، فلا أُبالي بلوم الأكثرية ، ولا أُباهي بمدح الأقلية ما دمت أبتغي رضى الله ورسوله ، ورضى الأئمّة من أهل البيت ( عليهم السلام ) . أمّا رضى الناس فهو غاية لا تُدرك ، لأنّ الناس لا يرضون إلاّ عمّا يعجبهم ، ولا يميلون إلاّ مع أهوائهم ، وأهواؤهم شتى * ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ