responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 26


ونحن إذ نقدِّمُ هذه الاستدلالات للتعبير عن الواقع الذي لا مفرّ منه ، ألا وهو انتصار الباطل على الحقّ إذا وُجِدَ لَه أنصارٌ ومؤيِّدون ، فبالرغم من أنّ علياً مع الحقّ والحقّ معه يدور حيث دار ، إلاّ أنّه لم يجد له أنصاراً ومؤيِّدون لمقاومة معاوية وباطله ، ولأنّ هذا الأخير وجدَ أنصاراً كثيرين لمقاومة الحقّ ودحضه ، فالناس عبيد الدنيا والدّين لعقٌ على ألسنتهم ، فهم لا يحبّون الحقّ ويميلون مع الباطل ، فالحقّ مرٌّ وصعبٌ ، والباطل سهل ميسور .
وصدق الله العظيم إذ يقول : * ( بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) * ( 1 ) .
وانتصر باطل يزيد على حقّ الحسين لنفس الأسباب ، كما انتصر باطل الحكّام الأمويين والعبّاسيين على حقّ الأئمّة من أهل البيت الذين استشهدوا كلّهم ساكتين لمصلحة الإسلام والمسلمين .
كما غاب الإمام الثاني عشر واختفى خوفاً من الباطل ، وسكت حتّى يجد لنصرةِ الحقّ أعواناً ومؤيّدين ، عند ذلك يأذن اللهُ له بالخروج لتكون ثورة الحقّ ضدّ الباطل عالمية ، فيملأها عدلا وقسطاً كما مُلِئَتْ ظُلماً وجوراً ، وبتعبير آخر : يملأها حقّاً بعد ما مُلِئَتْ بالباطل .
وبما أنّ أكثر الناس للحقّ كارهون فهم أنصار الباطل ، ويبقى في الناس عدد قليل محبّ للحقّ ، فلا ينتصرون على أهل الباطل إلاّ بإعانة الله لهم عن طريق المعجزات ، وذلك ما سجّله كتاب الله الكريم في كلّ المعارك والحروب التي جمعتْ أهل الحقّ ضدّ أهل الباطل : * ( كَم مِّن فِئَة قَلِيلَة غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) * ( 2 ) .


1 - المؤمنون : 70 . 2 - البقرة : 249 .

26

نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست