زعيم الطّائفة والحوزة العلمية ، والذي يحظى بتقدير واحترام كلّ المراجع الآخرين . ويقلّد الشيعة على مرّ العصور الفقيه الحيّ الذي يعيش مشاكل الناس ويهتمّ بهمومهم ، فيسألونه ويجيبهم . وبهذا بقي الشيعة في كلّ العصور يحافظون على المصدرين الأساسيين للشريعة الإسلامية من الكتاب والسنّة ، والنصوص المنقولة عبر الأئمّة الاثني عشر من العترة الطاهرة ، وجعلت علماءهم يستغنون عن القياس والقول بالرأي ; لأنّ الشيعة اعتنوا بتدوين السنّة النبويّة من زمن علي بن أبي طالب الذي كان يحتفظ بالصحيفة الجامعة ، التي جمعت كلّ ما يحتاجه الناس إلى يوم القيامة ، وكان الأئمّة من ولده يتوارثونها كابراً عن كابر ، ويكنزونها كما يكنز الناس الذّهب والفضّة . وقد نقلنا قول الشهيد آية الله الصدر في رسالته العملية ، والتي ذكر فيها بأنّه لم يعتمد إلاّ على القرآن والسنّة . وليس ذكرنا للشهيد الصدر إلاّ مثالا ، وإلاّ فإنّ كلّ مراجع الشيعة بدون استثناء يقولون نفس القول . وبهذا البحث الوجيز في مسألة التقليد الشرعي والمرجعية الدينية يتبيّن لنا بأنّ الشيعة الإمامية هم أهل القرآن والسنّة النبويّة المنقولة مباشرة عن علي « باب مدينة العلم » ، العالم الربّاني ، والمرشد الثاني للأُمّة بعد نبيّها ، من