هي المتبعة عندهم جميعاً ، ولم يعملوا بقياس ولا باجتهاد ، ولو فعلوا لكان الاختلاف عندهم شائعاً ، كما وقع لأتباع « أهل السنّة والجماعة » . ويُستنتجُ من هذا أنّ مذهب « أهل السنّة والجماعة » سواء كان حنفياً أم مالكياً أم شافعياً أم حنبلياً ، فهو مبنيٌّ على رأي رجل واحد بعيد عن عصر الرسالة ، ولا تربطه بالنّبي أيّة صلة . أمّا مذهب الشيعة الإمامية فهو متواتر عن اثني عشر إماماً من ذرية النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ينقلُ الابنُ عن أبيه ، فيقول أحدهم : « حديثي هو حديث أبي ، وحديث أبي هو حديث جدّي ، وحديث جدّي هو حديث أمير المؤمنين علي ، وحديث علي هو حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وحديث رسول الله هو حديث جبريل ( عليه السلام ) ، وهو كلام الله تعالى » ( 1 ) . * ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ) * ( 2 ) . ثمّ جاءت مرحلة ما بعد غيبة الإمام المعصوم الذي أرجع الناس إلى تقليد العالم الفقيه الجامع للشرائط . وبدأت سلسلة الفقهاء المجتهدين منذ ذلك العهد إلى اليوم تتوالى بدون انقطاع ، وفي كلّ عهد يبرز في الأُمّة مرجعٌ واحدٌ أو عدّة مراجع للشّيعة ،
1 - نحوه في الكافي 1 : 53 ح 14 . 2 - النساء : 82 .