النبيلة ! ! وكم من أسماء برّاقة جذّابة تُخفي وراءها الكفر والضلال ! وكم من قبور تُزار وأصحابها من أهل النار ! ! وقد عبَّر ربّ العزّة والجلالة عن كلّ ذلك بأحسن تعبير ، فقال : * ( وَمِنَ الناسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصامِ * وَإِذا تَوَلّى سَعى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لا يُحِبُّ الفَسادَ * وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ المِهادُ ) * ( 1 ) . ولعلّي لستُ مبالغاً إذا عملتُ بالحكمة القائلة : « لو عكستَ لأصبتَ » ، وعلى الباحث المحقّق أن لا يأخذ الأشياء على ما هي عليه بأنّها من المُسلّمات ، بل عليه أن يعْكسها ويشكّك فيها في أغلب الأحيان ، ليصل إلى الحقيقة المطموسة التي لعبتْ فيها السياسة كلّ أدوارها . وعليه أن لا يغتَرَّ بالمظاهر ولا بكثرة العدد ، فقد قال تعالى في كتابه العزيز : * ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاّ يَخْرُصُونَ ) * ( 2 ) . فقد يَلبسُ الباطلُ لباس الحقّ للتمويه والتضليل ، وقد ينجحُ في أغلب الأحيان لبساطة عقول الناس أو لحسن ظنّهم به ، وقد ينتصرُ الباطلُ أحياناً لوجود أنصار مؤيّدين لَهُ ، فما على الحقّ إلاّ الصبر وانتظار وعد الله بأن يزهق الباطل ، إنّ الباطل كان زهوقاً . وأكبر مثل على ذلك ما حكاه القرآن الكريم في قصّة يعقوب وأولاده ، إذ * ( وَجاؤُوا أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ * قالُوا يا أَبَانَا إِنّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ