كتابٌ جديد ؟ فحمدتُ الله وشكرته على هذا التوفيق ، وطلبت منه مزيداً من العناية والهداية ، واستعنت به على هذا الكتاب الذي أضعه بين يدي المسلمين الباحثين ، والذي يدور في فلك الكتب الثلاثة السابقة ، عسى أن ينتفع به بعض المثقّفين والباحثين عن الحقّ ، ليعلموا أنّ الفرقة المستهدفة والتي تُسمّى ب « الشيعة الإماميّة » هي الفرقة الناجية ، وأنّهم - أي الشيعة - هم أهل السنّة الحقيقيّة ، وأقصد بالسنّة الحقيقية السنّة المحمّديّة التي صدع بها نبيّ الإسلام بوحي من ربّ العالمين . فهو لا ينطقُ عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يوحى ، وسأُبيّن للقرّاء الكرام بأنّ الاصطلاح الذي اتّفق عليه مناوئوا الشيعة وخصومهم ، وتسمّوا ب « أهل السنّة والجماعة » ما هي في الحقيقة إلاّ سنّة مزعومة سمّوها هم وآباؤهم ، ما أنزل الله بها من سلطان ، والنبيّ محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منها بريء . فكم كُذبَ على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ! وكم مُنِعَتْ أحاديثُه وأقواله وأفعاله أن تصل إلى المسلمين بحجّة الخوف من اختلاطها بكلام الله ، وهي حجّة واهية كبيتِ العنكبوت ! ! وكم من أحاديث صحيحة أصبحت في سلّة المهملات ولا يُقام لها وزن ولا يُعبأ بها ؟ ! وكم من أوهام وخزعبلات أصبحت من بعده أحكاماً تنسبُ إليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ! وكم من شخصيّات وضيعة يشهد التاريخ بخسّتها وحقارتها ، أصبحتْ بعده سادة وقادة تقود الأُمّة ، ويُلتمس لأخطائها الأعذار والتأويلات ! وكم من شخصيّات رفيعة يشهد التاريخُ بسُمُوِّها وشرف منبتها ، أصبحتْ بعدَه مهملةٌ لا يعبأُ بها ولا يُلتفتُ إليها ، بل تُكفّرُ وتُلعنُ من أجل مواقفها