فقد أورثهم الله علم الكتاب بعد أن اصطفاهم ، وعلّمهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كلّ ما يحتاجه الناس ، ودلّ الأُمّة عليهم بقوله : « مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق » ( 1 ) وقد قال ابن حجر وهو من علماء « أهل السنّة والجماعة » في شرح هذا الحديث بعد أن صحّحه : « ووجه تشبيههم بالسفينة أنّ من أحبّهم وعظّمهم شكراً لنعمة مشرفهم ، وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات ، ومن تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان » ( 2 ) . أضف إلى ذلك أنّك لا تجد عالماً في الأُمّة الإسلامية قديماً وحديثاً من عهد الصحابة إلى اليوم ، من ادّعى لنفسه أنّه أعلم أو أفضل من أئمة العترة النبويّة الطاهرة ، كما أنّك لا تجد في الأُمّة قاطبة أحداً ادّعى بأنّه علّم واحداً من أئمة أهل البيت أو أرشدهم لأمر ما . وإذا أردت أيّها القارئ مزيداً من البيان والتفصيل فعليك بقراءة « المراجعات » و « الغدير » . وما قدّمته أنا إليك فيه الكفاية إن كنت من المنصفين ، فحديث « تركت
1 - المستدرك للحاكم 2 : 343 وصحّحه على شرط مسلم ، المعجم الصغير 2 : 22 والأوسط 5 : 355 ، والكبير 3 : 45 ح 2638 ، الجامع الصغير للسيوطي 2 : 533 ح 8162 ، الدر المنثور 3 : 334 ، تاريخ بغداد 12 : 90 ح 6507 ، الصواعق 2 : 445 وقال : وجاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضاً . 2 - الصواعق المحرقة 2 : 446 ، الآية السابعة من الآيات النازلة فيهم .