ألم يأمر فرعون بذبح كلّ مولود من الذكور في بني إسرائيل عندما أخبره المنجّمون بأنّ مولوداً في الإسرائيليين يهدّد بزوال ملكه ؟ ولكن خير الماكرين أنقذ موسى من مكر فرعون وأوصله حتّى تربّى في حجر فرعون نفسه ، وقوّض ملكه ، وأهلك حزبه ، وكان أمر الله مفعولا . ألم يعمل معاوية ( فرعون زمانه ) على لعن علي وقتله وقتل أولاده وشيعته ؟ ألم يحرّم أن يذكره ذاكر بفضيلة ؟ ألم يحاول بكلّ مكره على إطفاء نور الله وإرجاع الأمر إلى الجاهلية ؟ ولكنّ خير الماكرين رفع ذكر علي على رغم أنف معاوية وحزبه ، وأصبح ذكر علي يلهجُ به المسلمون سنّة وشيعة بل حتّى النصارى واليهود ، وأصبح قبر علي مزاراً بعد قبر الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، يقصده ملايين المسلمين ، يذرفون الدموع ، ويتقرّبون إلى الله به ، وتعلو مقامَه قبّةٌ ومآذن ذهبية شامخة في السماء تأخذ بالأبصار . بينما خمدَ ذكر معاوية الإمبراطور الذي ملك الأرض وعاث فيها فساداً ، فهل تجد له ركزاً ؟ أم تجد له مزاراً يُذكر غير مقبرة مظلمة ومهملة ؟ فإنّ للباطل جولة وللحقّ دولة ، فاعتبروا يا أُولي الألباب . والحمدُ لله على هدايته ، الحمدُ لله الذي عرّفنَا بأنّ الشيعة هم على سنّة الرسول ، فهم أهل السنّة النبويّة لأنّهم اقتدوا بأهل البيت ، وأهل البيت أدرى بما فيه ، وهم الذين اصطفاهم الله وأورثهم علم الكتاب . كما عرّفنا بأن « أهل السنّة والجماعة » قد اتّبعوا بدع الحكّام من السلف والخلف ، كما أنّهم لا حجّة لهم فيما يدّعونه .