responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 184


به الإمام مالك من الجاه والسلطان ، حتى إنّ الإمام الشافعي كان يتوسّل بوالي المدينة كي يدخل على مالك ، فيقول له الوالي : « أفضل المشي راجلا من المدينة إلى مكة أهون عليَّ من الوقوف على باب مالك ، لأنّي لا أشعر بالذلة إلاّ عند الوقوف على بابه » ( 1 ) .
وهذا أحمد أمين المصري يقول في كتابه ظهر الإسلام : « كانَ للحكومات دخلٌ كبير في نصرة مذهب أهل السنّة ، والحكومات عادة إذا كانتْ قويّة وأيّدتْ مذهباً من المذاهب تبعهُ الناسُ بالتقليد ، وظلّ سنداً إلى أن تدول الدولة » ( 2 ) .
ونحن نقول بأنّ مذهب الإمام جعفر الصادق ، وهو مذهب أهل البيت إذا جاز لنا تسميتُه بالمذهب جرياً على عادة المسلمين ، وإلاّ فإنّه الإسلام الصحيح الذي جاء به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لم يُؤيّده أي حاكم ، ولم تعترف به أيّة سلطة ، بل عمل كلّ الحكّام على إسقاطه والقضاء عليه ، وتنفير الناس منه بشتّى الوسائل .
فإذا شقّ تلك الظلمات الحالكة ، وكان له أتباعٌ وأنصارٌ عبر القرون الظّالمة ، فذلك من فضل الله تعالى على المسلمين ; لأنّ نور الله لا تُطفِئُه الأفواه ، ولا تقضي عليه السيوف ، ولا تبطله الدّعايات الكاذبة ، والإشاعات المُغرضة ; لئلاّ يكون للناس على الله حجّة ، أو يقولوا إنّا كنّا عن هذا غافلين .
والذين اقتدوا بأئمة الهُدى من العترة الطاهرة ، كانُوا ثلّة قليلة يُعدّون على


1 - نحوه في تاريخ دمشق لابن عساكر 51 : 286 . 2 - كتاب ظهر الإسلام 4 : 96 ، الفصل الثالث .

184

نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست