responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 159


لأنّه حكم على كلّ المسلمين بالشّرك لأنّهم يتبركون ويتوسّلون بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ جاء في القرن الماضي محمّد بن عبد الوهاب صنيعة الاستعمار البريطاني في الشرق الأوسط ، فعمل هو الآخر على تجديد المذهب الحنبلي بما أخذه من فتاوى ابن تيميّة ( 1 ) ، وأصبح أحمد بن حنبل في خبر كان ، إذ إنّ المذهب عندهم اليوم يسمى المذهب الوهابي ( 2 ) .


1 - ذكر محمّد أبو زهرة في تاريخ المذاهب الإسلامية : 190 عندما يتكلم عن السلفية : « أُولئك ظهروا في القرن الرابع الهجري وكانوا من الحنابلة ، وزعموا أنّ جملة آرائهم تنتهي إلى الإمام أحمد بن حنبل الذي أحيا عقيدة السلف وحارب دونها ، ثمّ تجدّد ظهورهم في القرن السابع الهجري ، أحياه شيخ الإسلام ابن تيميّة وشدّد في الدعوة إليه . . . ثمّ ظهرت تلك الآراء في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري أحياها محمّد بن عبد الوهاب وما زال الوهابيون ينادون بها . وقد تعرّض هؤلاء الحنابلة للكلام في التوحيد . . . وتكلّموا في آيات التأويل والتشبيه . . ونسبوا كلامهم إلى الإمام أحمد بن حنبل وناقشهم في هذه النسبة بعض فضلاء الحنابلة » . 2 - علّق عثمان الخميس في كتابه كشف الجاني : 102 على هذه العبارة قائلا : « كذب والله ، فمن ذا الذي يسمّي المذهب الحنبلي بالمذهب الوهابي » . أقول : لا أحد يسمّي المذهب الحنبلي بالمذهب الوهابي إذ إنّ بينهما عموم وخصوص من وجه ، والتيجاني لا يقصد ما فهمه عثمان الخميس ، بل غرضه بيان استغلال الوهابية للمذهب الحنبلي والتحرّك تحت غطائه ، ثمّ خروجهم عنه في كثير من القضايا ، سواء في الأُصول أو في الفروع ، وهذا هو الذي دعا بعض علماء الحنابلة للردّ عليهم ، كالشيخ سليمان بن عبد الوهاب الحنبلي ، أخو محمّد ابن عبد الوهاب حيث ردّ عليهم في كتابه ( الصواعق الإلهية في الردّ على الوهابية ) ، وأطلق عليهم اسم الوهابية ; لأنّهم خالفوا كلام اللّه ورسوله وأهل العلم من الأُمّة ، ومنهم أحمد بن حنبل ، فمحمّد بن عبد الوهاب اصطنع مذهباً خاصاً به ، ثمّ نسبه إلى أحمد بن حنبل ، مع أنّ أحمد بن حنبل بريء ممّا ينسبونه إليه . وكذلك ألّف ابن الجوزي الحنبلي كتاب ( دفع شبهة التشبيه بأكف التنزيه ) ، ليبرّئ أحمد بن حنبل ممّا نسبوه إليه من التشبيه ، وقال فيه : ( اعلم وفقك اللّه تعالى إنّني لمّا تتبّعت مذهب الإمام أحمد رحمه اللّه تعالى رأيت الرجل كبير القدر في العلوم ، وقد بالغ النظر في علوم الفقه ومذاهب القدماء ، حتى لا تأتي مسألة إلاّ وله فيها نصّ أو تنبيه ، لكنّه على طريق السلف لم يصنّف إلاّ المنقول ، فرأيت مذهبه خالياً من التصانيف التي كثر جنسها عند الخصوم . . وما رأيت لهم تعليقة في الخلاف ، إلاّ أنّ القاضي أبا يعلي قال : كنت أقول : ما لأهل المذاهب يذكرون الخلاف مع خصومهم ، ولا يذكرون أحمد ، ثمّ عذرتهم ; إذ ليس لنا تعليقة في الفقه ، فصنّف لهم تعليقة . . وانتدب للتصنيف ثلاثة . . فصنّفوا كتاباً شانوا بها المذهب ، ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام ، فحملوا الصفات على مقتضى الحسن ، فسمعوا أنّ اللّه سبحانه وتعالى خلق آدم عليه الصلاة والسلام على صورته فأثبتوا له صورة ، ووجهاً زائداً على الذات ، وعينين وفماً وأضراساً وأضواء لوجهه هي السبحات ويدين وأصابع ، وكفاً وخنصراً وابهاماً ، وصدراً وفخذاً وساقين ورجلين . . وكلامهم صريح في التشبيه ، وقد تبعهم خلق من العوام ، وقد نصحت التابع والمتبوع فقلت لهم : يا أصحابنا أنتم أصحاب نقل ، وأتباع إمامكم الأكبر أحمد بن حنبل - رحمه اللّه تعالى - يقول وهو تحت السياط : كيف أقول ما لم يقل ؟ فإيّاكم أن تبتدعوا في مذهبه ما ليس منه ) راجع كلامه في الصفحة 5 - 9 . ومن الواضح أنّ هذه الصفات التي ينكر ابن الجوزي أن تكون عقيدة الإمام أحمد بن حنبل هي عقيدة الوهابية الآن ، وهم يتمسّكون بها ويحملونها على ظاهرها ، ويكفرون من لا يعتقد بها ، فقول التيجاني : « وأصبح أحمد بن حنبل في خبر كان » يقصد به ما ذكرناه من أنّ الوهابية وإن رفعت شعار السلفية واتباع أحمد بن حنبل ، لكنّها عملياً خرجت عليه في كثير من القضايا ، ويكفينا مراجعة الكتب التي أُلّفت في الردّ على الوهابية من قبل أهل السنّة وبعض الحنابلة . وعثمان الخميس كثيراً ما يطلق الكلام من دون وعي أو تدقيق .

159

نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست