ويُقدّمون عليهم عبد الله بن عمر الناصبي الذي اشتهر ببغضه للإمام علي وامتنع عن مبايعته ، وبايع إمام الضلالة الحجّاج بن يوسف . ويقدّمون عليهم عمرو بن العاص وزير معاوية على الغش والنفاق . أفلا تعجبون كيف أباح هؤلاء الأئمّة لأنفسهم حقّ التشريع في دين الله بآرائهم واجتهاداتهم ، حتى قضوا على السنّة النبويّة بما أحدثوه من قياس واستصحاب ، وسدّ باب الذرائع ، والمصالح المرسلة ، وغير ذلك من بدعهم التي ما أنزل الله بها من سلطان ؟ وهلْ غفل الله ورسوله عن إكمال الدّين ، وأباح لهم أنْ يُكملوه باجتهاداتهم ، فيُحلّلوا ويحرّموا كما يحلو لهم ؟ ! أفلا تعجبون من المسلمين الذين يدّعون التمسّك ب « السنّة » كيف يُقلّدون رجالا لم يعرفوا النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولم يعرفهم ؟ ! فهل عندهم دليل من كتاب الله ، أو من سنّة رسوله على اتّباع وتقليد أُولئك الأئمّة الأربعة أصحاب المذاهب ؟ ! فأنا أتحدّى الثقلين من الإنس والجنّ أن يأتوا بدليل واحد على ذلك من كتاب الله أو من سنّة رسوله ، فلا والله ، لا ولن يأتوا به ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً . لا والله ، ليس هناك دليلٌ في كتاب الله وسنّة رسوله إلاّ على أتباع وتقليد