responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 144


فإمّا أنّهم يقولون ما لا يفعلون وهو مقتٌ كبيرٌ عند الله ، أو أنّهم لم يبتدعوا تلك المذاهب ، ولكن أتباعهم من أذناب الأمويّين والعبّاسيين هم الذين أسسوا تلك المذاهب بإعانة الحكّام الجائرين ثمّ نسبوها إليهم بعد وفاتهم ، وهذا ما سنعرفه إن شاء الله في الأبحاث القادمة .
أفلا تعجبون من هؤلاء الأئمة الذين عاصروا أئمّة الهدى من أهل البيت ، ثمّ تنكّبوا صراطهم المستقيم ، ولم يهتدوا بهديهم ، ولا اقتبسوا من نورهم ، ولا قدّموا حديثهم عن جدّهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، بل قدّموا عليهم كعب الأحبار اليهودي ، وأبا هريرة الدّوسي الذي قال في شأنه أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) : « إنّ أكذب الناس على رسول الله لأبو هريرة الدوسي » ( 1 ) كما قالت فيه عائشة


1 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4 : 68 ، أضواء على السنّة المحمّدية لأبي رية : 204 . وفي شرح النهج أيضاً 4 : 68 « قال أبو جعفر : وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضيّ الرواية ، ضربه عمر بالدرّة وقال : قد أكثرت من الرواية ، وأحر بك أن تكون كاذباً على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) » وكذلك حكى ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث : 27 ، 48 أنّ النظام ذكر أبا هريرة وقال : أكذبه عمر وعثمان وعليّ وعائشة ، ثمّ انبرى ابن قتيبة للدفاع عن أبي هريرة قائلا : « فلمّا أتى من الرواية عنه ( أي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) ما لم يأت بمثله من صحبه من جلّة أصحابه أو السابقين الأولين إليه ، اتهموه وأنكروا عليه وقالوا : كيف سمعت هذا وحدك ؟ ومن سمعه معك ؟ وكانت عائشة أشدّهم إنكاراً عليه لتطاول الأيام بها وبه . . . فلمّا أخبرهم أبو هريرة بأنّه كان ألزمهم لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . . وأنّه لم يكن ليشغله عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غرس الودي ولا الصفق بالأسواق ، يعرّض أنّهم كانوا يتصرّفون في التجارات ويلزمون الضياع في أكثر الأوقات وهو ملازم له لا يفارقه ، فعرف ما لم يعرفوا وحفظ ما لم يحفظوا ، أمسكوا عنه » . أقول : إن صحّ كلام ابن قتيبة تراجع الصحابة عن الطعن فيه فإنّما يصحّ في حقّ عمر وعثمان فقط حيث كانوا بمعزل عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكثيراً ما ألهى عمر الصفق بالأسواق عن سماع الحديث ، وأمّا في حق عليّ ( عليه السلام ) وعائشة فلا يقبل قوله ، كيف وقد كان الإمام ( عليه السلام ) ملازماً للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) طيلة حياته وورث علمه وحكمته وكان هو القائم والمرشّح بعده وهو أحد الثقلين ، وكذلك عائشة فقد رويتم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - حسب زعمكم - « خذوا شطر دينكم عن عائشة » فإن كان هناك إمساك عن الطعن في أبي هريرة فإنّما كان من عمر وعثمان دون عليّ ( عليه السلام ) وعائشة .

144

نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست