التعريف بأئمّة الشيّعة لقد انقطع الشيعة للأئمة الاثني عشر من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، أوّلهم علي بن أبي طالب ، ثمّ ابنه الحسن ، ثمّ ابنه الحسين ، ثمّ التسعة المعصومون من ذرّية الحسين ومن نسله . وقد نصّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على هؤلاء الأئمة في العديد من المرّات تصريحاً وتلميحاً ، وقد ذكرهم بأسمائهم في بعض الروايات التي أخرجها الشيعة ، والبعض من علماء « السنّة » . وقد يعترض البعض من « أهل السنّة » على هذه الروايات مُستغرباً كيف يتكلّم الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن أُمور غيبيّة ما زالت في طي العدم ؟ وقد جاء في القرآن قوله : * ( وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ) * ( 1 ) . وإجابة على ذلك نقول : بأنّ هذه الآية الكريمة لا تنفي عن الرسول علمه بالغيب مطلقاً ، إنّما جاءت ردّاً على المشركين الذين طلبوا منه أنْ يُعلمهم عن قيام الساعة ، وموعد الساعة قد اختصّ الله سبحانه بعلمه . وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى : * ( عالِمُ الغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُول . . . ) * ( 2 ) . وفي هذا دلالة على أنّه سبحانه يُطلعُ على غيبه رُسلَه الذين اصطفاهم ،