أن أُقيم حقاً أو أدفع باطلاً » ( 1 ) . وقال ابنه الإمام الحسين ( عليه السلام ) قولته المشهورة التي بقيت ترنّ في مسمع الدهر : « إن كان دين محمّد لا يستقيم إلاّ بقتلي فيا سيوف خذيني » ( 2 ) . ولهذا فإنّ الشيعة ينظرون إلى إخوانهم من « أهل السنّة والجماعة » بنظر العطف والحنان ، وكأنّهم يريدون لهم الهداية والنجاة ; لأنّ ثمن الهداية عندهم حسب ما جاءت به الروايات الصحيحة خير من الدنيا وما فيها . فقد قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للإمام عليّ عندما بعثه لفتح خيبر : « قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله ، فإن قالوها فقد عُصِمَ منك دماؤهم وأموالهم وحسابهم على الله ، لئن يهدي الله بك رجلا واحداً خيرٌ لك ممّا طلعت عليه الشمس ، أو خير لك من أن يكون لك حمر النعم » ( 3 ) . وكما كان همّ عليّ بن أبي طالب الوحيد هو هداية الناس والرجوع بهم إلى كتاب الله وسنّة رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فكذلك شيعتهُ اليوم همّهم أن يدفعوا عن أنفسهم كلّ التهم والأكاذيب ، وأن يعرّفوا إخوانهم من « أهل السنّة » بحقائق أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وبالتّالي يهدوهم إلى سواء السبيل . * ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْء وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْم يُؤْمِنُونَ ) * ( 4 ) .
1 - نهج البلاغة 1 : 80 ، الخطبة : 33 . 2 - أعيان الشيعة 1 : 581 ، في ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، واعتبره لسان حال . 3 - صحيح مسلم 7 : 122 ( كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل علي ( رضي الله عنه ) ) ، صحيح البخاري 5 : 77 ، ( كتاب المغازي ، باب غزوة خيبر ) ، باختلاف . 4 - يوسف : 111 .