الفريقين أو الحزبين المتعارضين ; يعمل أحدهما على احترام السنّة النبويّة وتنفيذها ، ويعملُ الثاني على دحض السنّة النبويّة وطمسها ، وابدالها بالاجتهاد الذي يُطمّع الأكثرية ويُمنّيهم بالوصول إلى الحكم أو المشاركة فيه . برز على رأس الحزب الأول السنّي علي بن أبي طالب وشيعته ، وبرز على رأس الحزب الثاني الاجتهادي أبو بكر وعمر وأغلب الصحابة . وعمل الحزب الثاني بقيادة أبي بكر وعمر على تحطيم وكسر شوكة الحزب الأوّل ، ودبّروا لذلك عدّة تدابير للقضاء على الحزب المعارض ، من ذلك : أوّلا : عزل المعارضة وشلّها اقتصادياً : أوّل مبادرة بادر بها الحزبُ الحاكم هو إقصاء المعارضين عن كلّ موارد الرزق والمال ، وقد عمد أبو بكر وعمر على طرد فلاّحي فاطمة من فدك ( 1 ) واعتبرا تلك الأرض ملكاً للمسلمين ، وليستْ خالصة لفاطمة كما أقرّ بذلك أبوها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . كما حرماها من ميراث أبيها بدعوى أنّ الأنبياء لا يُورّثون ، وقطعا عنها سهم الخمس الذي كان رسول الله يخص به نفسه وأهل بيته ; لأنّ الصدقات محرّمة عليهم . وبذلك أصبح علي مشلولا اقتصادياً ، فقد اغتُصبتْ منه أرض فدك التي
1 - قصّة فدك معروفة في كتب التاريخ ، وخصام الزهراء لأبي بكر حتى ماتتْ وهي غاضبةٌ عليه مشهورة ، ذكرها البخاري ومسلم ( المؤلّف ) .