responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 58


ولو كان الوجود الإعلامي للشيعة ضعيفا لما تطلب الأمر منه أن يقوم بدعم المدارس الشافعية والمالكية ويغدق عليها العطاء ويفرضها فرضا على المصريين . . ( 5 ) ومما يثير التساؤل والتعجب أن هذا البطش وهذه القسوة التي واجه بها صلاح الدين شعب مصر - ولا أقول شيعة مصر - وقد ترك عليها تابعة قراقوش الذي يضرب به المثل إلى اليوم في مصر - هذا البطش وهذه القسوة يقابلها تسامح وتساهل مع أعداء الإسلام والمسلمين من الصليبيين يكاد يخرج عن حدود الإسلام . .
وسبحان الله رغم ما فعل صلاح الدين في مصر لا تجد له ذكر فيها بينما الفاطميون الذين قضى عليهم لا زال ذكرهم على الألسن إلى اليوم . لا زال الناس يذكرون المعز لدين الله الفاطمي وجوهر الصقلي والحاكم بأمر الله وهناك شارع باسم المعز في قلب القاهرة القديمة وكذلك هناك شارع باسم جوهر الصقلي .
ولا زال جامع الأنور على باب الفتوح الذي بناه الحاكم قائما . ولا زال مسجد الصالح طلائع خارج باب زويلة موجودا ويطلق عليه العامة مسجد طلائع . كذلك مسجد الأقمر الذي بناه الوزير أبو عبد الله الأقمر وزير الآمر بأحكام الله . .
حتى القلعة التي بناها وأكملها أولاده استولى عليها محمد علي وبنى عليها مسجده الضخم الذي غطى عليها وسميت القلعة باسمه . وأصبح العامة يطلقون عليها قلعة محمد علي .
وتروي لنا كتب التاريخ أن الصليبيين كانوا يخرجون من بيت المقدس بعربات محملة بالنفائس والجواهر والذهب ومعهم أطفالهم ونسائهم ومتعلقاتهم وكذلك اليهود . وهم حين دخلوا بيت المقدس جعلوا الدماء تجري فيها كالأنهار ولم يرحموا طفلا ولا شيخا ولا امرأة . فعل هذا صلاح الدين مع الصليبيين واليهود لكنه لم يفعله مع المسلمين من الشيعة . فقد بطش بهم البطشة الكبرى وفعل بهم ما تقشعر له الأبدان . . ( 6 ) كيف يبرر مثل هذا السلوك . . ؟

58

نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست