نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 57
* استئصال الشيعة : بعد أن أسقط صلاح الدين حكم الفاطميين وأمسك بزمام الأمور في مصر استدار نحو جماهير الشيعة والمجتمع المصري ليمحو الشيعة من ساحته . . لقد كان من الممكن لصلاح الدين أن يترك الجماهير على عقيدتها ما دام قد سيطر على البلاد واعتقل العائلة الفاطمية . إلا أنه أبي وأصر على أن يستأصل الشيعة والتشيع من مصر . . فهل كان موقفه المتشدد هذا تجاه الشيعة نابعا من عقيدته السنية . أم كانت له دوافعه السياسية . . ؟ يحدثنا التاريخ أن صلاح الدين كان شافعيا . وهنا تبرز صفته المذهبية بصورة تدعونا إلى تفسير موقفه تجاه الشيعة . على أساس أنه حماية للعقيدة كما يحلو للبعض من المؤرخين والفقهاء أن يصور الأمر على أنه صراع بين الحق والباطل . . الحق الذي مثله صلاح الدين وأقامه . . والباطل الذي مثله الفاطميين وسقطوا . . والحق أن القضية كما هي واضحة من رواية ابن الأثير السابقة لا صلة لها بالدين وإنما هي قضية سياسية في المقام الأول الهدف منها تثبيت حكم صلاح الدين . . في مواجهة خطر داهم يتهدده وهو خطر الجماهير الشيعية المتربصة به . من هنا أخذ صلاح الدين الشيعة بجريرة الفاطميين ولو كان منصفا لاكتفى بتصفية الفاطميين كحكم وسلطة . لكنه تجاوز هذا الحد إلى مطاردة المذهب ذاته وتصفية أتباعه والبطش بهم بكل الوسائل والسبل مما دفع بالشيعة الذين استفزتهم هذه الممارسات العدوانية إلى الثورة في وجهه والتربص به لقتله . . ولو كان الشيعة وقتئذ أقلية لما تطلب الأمر من صلاح الدين أن يتطرف في مواجهتهم إلى هذا الحد . . ولو كان الشيعة لا وزن لهم ولا فاعلية لما كان هناك مبرر لاستئصالهم . .
57
نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 57