نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 35
المسلمين وقد استغل هذا المطعن في تشويه الفاطميين وإثارة الشبهات من حولهم . خاصة أن هذا المطعن قد استخدم كوسيلة لتأكيد عداء الفاطميين للمسلمين وميلهم للصليبيين على أساس عقيدتهم الباطنية المعادية للإسلام . . وبات هذا الأمر حقيقة مسلم بها عند الجميع بحيث غطى على كل مآثر الدولة الفاطمية وإنجازاتها . . من هنا استبيحت الدولة الفاطمية وحكامها من قبل المؤرخين الذين رصدوا تاريخها ووقائعها بمنظار الشك . وأعلنوا براءتهم منها وكفرهم بها . حتى إن بعض المؤرخين رفض التأريخ لدولتهم في كتاب له حوى تاريخ الخلفاء . . ( 50 ) والحق أن اتهام الفاطميين بالعمالة للصليبيين كاتهامهم بالزندقة والباطنية . والتشكيك في انتسابهم لشجرة آل البيت واتهامهم بتزوير نسبهم هذا . كل هذه تهم ابتدعت لأغراض سياسية الهدف منها الحط من الفاطميين والقضاء على دعوتهم ونفوذهم بين المسلمين بسبب تبنيهم الخط الشيعي . . إن القضية في الحقيقة هي أكبر من مجرد الاتهام بالتعاون مع الصليبيين . إنها قضية الصراع بين السنة والشيعة . . السنة ممثلة في الدولة العباسية آنذاك . . والشيعة ممثلة في الدولة الفاطمية المواجهة لها . . ومحاولة حصر القضية في دائرة العمالة للصليبيين يعد سطحيا لحركة التاريخ وتعتيما على أحداثه . . لقد قاد العباسيون حملة التشويه والطعن في الفاطميين الذين سلبوهم مركز الريادة والقيادة في العالم الإسلامي بل وكادوا أن يسقطوا دولتهم ويوحدوا المسلمين تحت روايتهم لولا ظهور القرامطة والسلاجقة . . ( 51 ) إن العباسيين هم الذين شهروا سلاح السنة في مواجهة الفاطميين وزجوا بالفقهاء في المواجهة حتى يضفوا طابع الشرعية على حربهم السياسية ضد
35
نام کتاب : الشيعة في مصر من الإمام علي ( ع ) حتى الإمام الخميني نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 35