responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 61


ليس هناك من إجابة على هذا السؤال سوى أن الدافع القبلي قد تسلط على القوم حتى أدى في النهاية إلى انقسامهم وإضعاف شوكتهم بتحالف الأوس مع جناح أبو بكر وعمر مخافة أن تسيطر الخزرج على الأمر ويصبحون تحت إمرتها .
وهذا عمل قبلي في المقام الأول قدمت فيه الحسابات القبلية على الحسابات الشرعية . أو بمعنى أكثر وضوحا قدمت فيه مصلحة القبلية على مصلحة الدعوة . .
وعلى الرغم من تبعات هذا الموقف من قبل الأوس وآثاره على وحدة المسلمين واستقرار المجتمع الإسلامي إلا أن الجناح القرشي بزعامة أبي بكر استقبله بالترحاب واستثمره لصالحه . .
* الملاحظة الثانية : أن عمر كان المحرك الفعلي للأحداث وبدا أبو بكر وكأنه تابع له . . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : لماذا تصدى عمر للأمر وتخطى كبار المهاجرين وآل البيت . . ؟
هناك جواب جاهز عند البعض وهو أن عمر فعل ذلك من أجل الحفاظ على الدعوة وتأمين مستقبلها وينتفي عنه أي عرض آخر لعظيم مكانته عند الرسول بحكم النصوص الواردة فيه . .
إلا أن الروايات تدحض هذا التصور وتشكك فيه . .
يروي البخاري : أن عمر طاف في المدينة بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يصبح مقسما : والله ما مات رسول الله . والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك . وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم . وجاء أبو بكر فقال : أيها الحالف على رسلك . فلما تكلم أبو بكر جلس عمر . . [33] .
أن هذه الرواية تشير إلى أن عمر لم يكن يعتقد في وفاة الرسول ( صلى لله عليه وسلم ) وأنه حسب روايات أخرى - ذهب ليكلم ربه ويعود كما حدث لموسى . ونحن لن نناقش هنا مدى صحة هذا الاعتقاد وكيف طرأ على ذهن واحد مثل عمر وهو من هو .
إلا أن ما نريد توضيحه أن هذا الموقف من قبله يكشف لنا أن فكرة تبنيه موضوع الخلافة كانت فكرة طارئة عليه لم تكن تشغله بعد وفاة الرسول وإنما كان يشغله



[33] أنظر البخاري كتاب فضائل الصحابة باب فضل أبي بكر .

61

نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست