responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 184


وأفسح له في البذل ما يزيل علته وتقل معه حاجته إلى الناس . ثم انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختبارا ولا تولهم محاباة وأثرة . ثم أسبغ عليهم الأرزاق فإن ذلك قوة لهم على استصلاح أنفسهم وغنى لهم عن تناول ما تحت أيديهم . وتفقد أمر الخراج بما يصلح أهله . ثم استوص بالتجار وذوي الصناعات وأوص بهم خيرا . ثم الله . الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم من المساكين والمحتاجين وأهل البؤس والزمنى - المرضى وأصحاب العاهات - وتفقد أمور من لا يصل إليك منهم . وتعهد أهل اليتيم وذوي الرقة في السن ممن لا حيلة له ولا ينصب للمسألة نفسه . واجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك وتجلس لهم مجلسا عاما . . فلا تطولن احتجابك عن رعيتك فإن احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضيق وقلة علم بالأمور . والزم الحق من لزمه من القريب والبعيد وكن في ذلك صابرا محتسبا . وإن ظنت الرعية بك حيفا - ظلما - فأصحر - أظهر - لهم بعذرك وأعدل عنك ظنونهم بإصحارك . ولا ترفضن صلحا دعاك إليه عدوك ولله فيه رضا . وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة أو ألبسته منك ذمة فحط عهدك بالوفاء وارع ذمتك بالأمانة . وإياك والدماء وسفكها بغير حلها . وإياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب الاطراء . وإياك والعجلة بالأمور قبل أوانها . . [15] .
ولا شك أن هذه الأسس التي حواها عهد الإمام للأشتر لا وجود لها في واقع الدول التي سادت من بعد صفين . ولا وجود لها في سلوك الحكام ومواقفهم أولئك الحكام الذين باركهم الفقهاء وطالبوا المسلمين بالصلاة والحج والجهاد من خلفهم . . [16] ولقد أبرز لنا الإمام من خلال سلوكه ومواقفه ملمحا هاما وخاصية فريدة يجب



[15] المرجع السابق ج‌ 2 / خطبة رقم 54 / 621
[16] أنظر عهد الأشتر للشيخ محمد مهدي شمس الدين ط بيروت وعهد الأشتر لمحمد باقر الناصري والراعي والرعية للفكيكي ط بيروت . وانظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد وغيره . .

184

نام کتاب : السيف والسياسة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست