نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 99
تمهيد إن البحث في المذاهب الفقهية والأصولية التي ظهرت في تاريخ الإسلام والمسلمين ، يحتاج إلى دراسات تاريخية معمقة وعلمية ، بعيدا عن كل تعصب أو انحياز مسبق لجهة ما . على اعتبار أنها الحق ، أو أنها الميزان الذي يوزن به غيرها . وإذا كان البحث الموضوعي هو حب الوصول للحقيقة ، فلا بد أن يكون بصدق وموضوعية بعيدا عن التأثر بعوامل أخرى ، وبذلك يكون الباحث فقد نال شرف خدمة الحق واتباعه . . ولا بد لنا أن نلمس خطورة البحث وأهميته . لهذا يلزمنا أن نتجرد عما يخالف الحقيقة ، بل يجب أن نخوضه بروح هادفة ، ونية خالصة لمعالجة هذا الموضوع الذي له دخل بواقع المسلمين الحاضر والماضي . فالحوادث المؤلمة التي توالت على مسرح حياتنا في جميع الأدوار وما أدت إليه من نتائج سيئة في المجتمع الإسلامي ، وإن كانت نتيجة عوامل كثيرة متداخلة ، إنما يعود إلى التعصب المذهبي . فهو المؤثر الأكبر والعامل القوي في تفرق المسلمين شيعا وأحزابا ، وقد انقسموا على أنفسهم انقساما شائنا . فكل يتهم الآخر بالانحراف عن الدين ، وكل طائفة اعتزلت الأخرى [1] . والحقيقة التي يجمع عليها جل المؤرخين ، والمحققين منهم بالخصوص ، هي أن ظهور هذه المذاهب لم تكن بمعزل عن الصراعات السياسية ، وقيام الأسر الحاكمة ، وانهيار الأنظمة السياسية التي تعاقبت على الحكم طوال التاريخ
[1] أسد حيدر ، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ، م 3 ص 11 .
99
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 99