نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 95
مختلفتين في المنهج والنتائج . وأن الشقة متباعدة بينهما ، وما زالت تتباعد . خصوصا مع السلفية الوهابية المعاصرة ، حيث تبادل القوم التكفير والتبديع ومخالفة السنة والسلف الصالح معا . والفصل الذي خصصناه للسلفية وأهل السنة يظهر بالتفصيل مدى الخلاف الواسع بين هذين المنهجين وبين أتباعهما . ومن خلال تتبعنا للجذور التاريخية لمصطلح " السلفية " تبين واضحا أن أتباع هذه المدرسة اليوم ، ليسوا سوى " خلف حشوية أهل الحديث " المتوسمين بالحنابلة . وأن مصطلح " السلفية " سيضيق مفهومه ليصبح علما متميزا لما توصل إليه ابن تيمية الحراني " شيخ الإسلام " من آراء في العقائد خصوصا ، بعدما تصدى للكم الهائل من أحاديث التشبيه والتجسيم ورام الدفاع عنها ، وسلك منهجا وطريقة في إثباتها وجعلها أساسا لعقائد السلف . والسلفية أو الوهابية اليوم هي دعوة متميزة لبعث هذه العقائد ، مدعومة بمخزون أهل الحشو من أحاديث وروايات . لذلك كثرت الطبعات والتحقيقات لكتب مثل " السنة " لعبد الله بن الإمام أحمد ، و " التوحيد " لابن خزيمة ، وغيرهما من المصادر المعتمدة لدى الحشوية الأوائل . وإذا كان أهل السنة الأوائل ممثلين ب " مدرسة ابن كلاب وأتباعها " قد خاضوا صراعا مريرا مع أوائل الحشوية وعلى رأسهم ابن خزيمة [110] ، فإن خلف كلا المدرستين سيرثان هذا الصراع والتناقض ، الذي سيبلغ ذروته مع ابن تيمية في القرن السابع ، والذي أحيى عقائد " الحشوية " بعدما كادت تندرس - لانتشار عقائد أهل السنة من الأشاعرة خصوصا في أغلب المدارس التعليمية الإسلامية - وهاجم خصومها . وقامت بين القوم معارك ضارية أريقت فيها دماء غزيرة ، وراح ضحيتها مئات القتلى من الطرفين . كما استطعنا بإيجاز كذلك أن نبين للقارئ بأن مصطلح " التشيع " قد
[110] الذي أفتى بتكفير بعضهم وحمل العامة على التعرض لهم والنيل منهم .
95
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 95