نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 89
خاتمة المطاف إرتأيت في مقدمة بحثي أن أعرض لهذه المجموعة من التعاريف المقتضبة كي أسلط الضوء بموضوعية علمية على حقيقة كل فرقة من الفرق المذكورة . وأن أفرد لها بحثا خاصا بها من المصادر المعتبرة قديما وحديثا ، دون حيف أو إجحاف . لقد كتب تاريخ الفرق الإسلامية الدينية والسياسية ، بمداد التزوير والتحريف ، ووقفت السلطات السياسية المتعاقبة عبر أزمنة التاريخ الإسلامي مواقف مختلفة ومتناقضة من الفرق والمذاهب الإسلامية . فالمعتزلة أهل التوحيد والعدل ، وأكثر من وقف مدافعا عن الإسلام أمام خصومه من علماء وفلاسفة الملل الأخرى - حسب ادعاء بعضهم - واعتنق الكثير من علماء وفقهاء الإسلام أفكارهم وعقائدهم ، في أوج وازدهار الحضارة الإسلامية على عهد العباسيين وبالخصوص الخليفة المأمون ، سيصبحون كفرة مباحوا الدم مع وصول المتوكل العباسي للحكم ، الذي نكل بهم - أي المعتزلة - وظاهر في مقابل ذلك فريقا مخصوصا من أهل السنة ( الحديث ) ، وهم فريق الحشوية الذين كانوا يحسبون من أهل السنة في ذلك العهد [108] ، كما يقول عبد المتعال الصعيدي . ومع هذا التحول السياسي بدأ تأريخ جديد لهذه الفرقة - المعتزلة - شوه معتقداتها ، وطعن في روادها ونسب إليهم الكثير من الشذوذ الفكري والعقائدي . ومع ظهور مدرسة أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي الكلامية وتمثيلها لمذهب أهل السنة والجماعة في العقائد والأصول ، وإجازتها
[108] مجلة رسالة الإسلام ، ج 3 ، عدد 1 السنة الثالثة ، ص 60 .
89
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 89