نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 86
علي وقد حبست نفسي عليك حتى تأتيني ، أقبل أذاكرك أمرا " [102] . إن معاوية يصف من جاء مع مروان بن الحكم بالرافضة وهؤلاء كانوا أعداء علي ومخالفيه . وما هذا إلا لأن هؤلاء الجماعة كانوا غير خاضعين للحكومة القائمة آنذاك . وعلى ذلك فتلك لفظة سياسية تطلق على القاعدين عن نصرة الحكومة والالتفات حولها . . . إن كلمة الرفض والرافضة ليستا من خصائص الشيعة ، بل هي لغة عامة تستعمل في كل جماعة غير خاضعة للحكومة القائمة . وبما أن الشيعة منذ تكونها لم تخضع للحكومات القائمة بعد رسول الله ( ص ) ، فكانت رافضة حسب الاصطلاح الذي عرضت ، ولم يكن ذلك الاصطلاح موهوبا من طرف زيد بن علي لشيعة جده . كيف وقد ورد ذلك المصطلح على لسان أخيه محمد الباقر عليه السلام . الذي توفي قبل زيد بن علي وثورته بست سنوات . روى أبو الجارود عن أبي جعفر عليه السلام : " أن رجلا يقول إن فلانا سمانا باسم قال وما ذاك الاسم ؟ قال : سمانا الرافضة . فقال أبو جعفر مشيرا بيده إلى صدره : وأنا من الرافضة وهو مني ، قالها ثلاثا [103] . وروى أبو بصير فقال : قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك ، اسم سمينا به استحلت به الولاة دماءنا وأموالنا وعذابنا . قال : وما هو ؟ قال : الرافضة ، فقال أبو جعفر عليه السلام : إن سبعين رجلا من عسكر فرعون رفضوا فرعون فأتوا موسى عليه السلام فلم يكن في قوم موسى أحد أشد اجتهادا وأشد حبا لهارون منهم ، فسماهم قوم موسى الرافضة " [104] . وهذه التعابير عن أبي جعفر باقر العلوم عليه السلام أصدق شاهد على أن مصطلح الرفض ليس وليد فكرة زيد ، وأجله عن هذه النسبة والفكرة ، بل كان
[102] نصر بن مزاحم المنقري ، توفي سنة 212 ه ، وقعة صفين ، ص 29 . [103] بحار الأنوار ، ج 65 ص 97 الحديث 2 . نقلا عن المحاسن للبرقي ، المتوفى سنة 274 . [104] نفسه ، ج 65 ص 97 ، الحديث 3 .
86
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 86