نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 80
وهذا الرأي إنما يعضد الرأي الأول ويسير في اتجاهه ، خصوصا إذا علمنا أن هؤلاء الصحابة لم يتراجعوا عن القول بأحقية علي في الخلافة بعدما استتب أمر الحكم لأبي بكر ، وكذا في خلافة عمر . وهذا يعني أنهم كانوا يؤمنون بالنص والتعيين النبوي ويذهب القول الثالث وهو ما عليه أغلب خصوم الشيعة . بأن التشيع وموالاة الإمام علي ، إنما ظهر مع توليه عليه السلام الخلافة بعد عثمان . وانفجار الحروب بينه وبين خصومه " الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين " كما وصفهم عليه السلام ، طلحة والزبير وعائشة ، ومعاوية بن أبي سفيان . ويرى أصحاب هذا الرأي أن من تبع الإمام علي ونصره في حروبه التي خاضها في زمن خلافته ، كانوا هم نواة وسلف الشيعة الذين جاؤوا بعدهم ، ابتداءا بحركة التوابين التي جاءت كرد فعل على مقتل الإمام الحسين بن علي في كربلاء على يد يزيد بن معاوية ، ويقولون بأن مع هذه الحركة الثورية التي انطلقت مباشرة بعد حادثة كربلاء ، سيبدأ خط التشيع العام في التبلور ، ليضع لنفسه طريقا عرف به بين باقي الفرق الإسلامية . إن الآراء في تحديد ظهور التشيع مختلفة ، وإن كان رأي المحققين من الشيعة الإمامية وغيرهم قد توصلوا إلى أن التشيع بمعنى موالاة الإمام علي والقول بالنص على تعيينه إنما ظهر في عهد الرسول ، لأنه ( ص ) نص فعلا على ولايته وذكر ذلك في مواقف متعددة . كان من أهمها حادثة البيعة العامة في " غدير خم " حين جمع الرسول ( ص ) الناس وأوقفهم في طريق عودته من حجة الوداع ، وأعلن فيهم قائلا : " أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بكم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا - يعني عليا - مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد
80
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 80