نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 713
للمبادرات الفكرية الحرة . وقد أدى تكرار ظاهرة التكفير في التاريخ الإسلامي إلى نتائج عدة من بينها شل كل محاولة من أجل التجاوب مع المتغيرات في العالم المحيط بدولة الإسلام ، ومن أجل مواجهة التحديات الجديدة وميل المثقفين إلى التماس السلامة بالتزام الصمت أو التزام ما يمليه المتطرفون " ويتساءل : " ألم يكفر هؤلاء القوم شارب القهوة في القرن السادس عشر ، وحكموا بهدم المقاهي في أرجاء الدولة العثمانية وبجلد من يرى وهو يحتسيها ؟ . ألم يكفروا اختراع الطباعة فظل استخدامها محرما في أقطار الدولة العثمانية حتى أفتى شيخ الإسلام بإجازتها بعد نحو ثلاثة قرون كانت أوروبا قد أفلحت خلالها - ربما بفضل الاختراع نفسه - في أن تسبق العالم الإسلامي في مضمار الحضارة ؟ فلنسألهم إذن متى كانوا على طريق الهداية والصواب ، ومن أعطاهم ذلك الحق وقال إنه وقف عليهم " ؟ . ويرى الدكتور أحمد شلبي أستاذ التاريخ الإسلامي : " إنه لا يوجد من يملك استعمال كلمة التكفير إلا من أعلن صراحة كفره . أما دون ذلك فإن سبيل المناقشة الفكرية هي الطريق الوحيد للإقناع والتحاور . فمن قال لا إله إلا الله ليس لنا أبدا أن نكفره . فاستعمال التكفير نوع من الارهاب الفكري نرفضه علما ، ما دام من يحاورنا يستعمل العلم في حججه فيكون الرد عليه بالعلم أيضا [135] .
[135] مجلة الوسط ، م . س ، ص 17 . ويقول الشيخ عبد الله الهرري : " الذي يعرف ضلال الوهابية ثم يسكت عن التحذير منهم ، هذا ذنبه أشد من الذي يعرف أن هناك كامنا يكمن للناس فيقتلهم ، لأن هؤلاء إذا قتلوا تكتب لهم شهادة . أما ذاك الذي يترك الناس يأخذون الكفر من الوهابية ثم يموتون على ذلك يكونون صاروا من أهل الهلاك الأبدي . والسبب الذي يوصل إلى الكفر أقبح من الأسباب التي توصل إلى الكبائر ، كالقتل ظلما . لأن دعوة الوهابية هي دعوة لتكفير المؤمنين لغير سبب شرعي ودعوة إلى التجسيم أي تشبيه الله بخلقه " . أنظر مجلة منار الهدى ، عدد 35 / أيلول / 1995 م ، والمقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية ، للشيخ الهرري .
713
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 713