نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 700
كل هذا القتل والظلم ؟ ! . وأمر بلعن الإمام علي على المنابر طيلة ملكه ، لكن السلفية لا يبيحون دمه ولا يكفرونه مع أن الإمام علي صحابي جليل عندهم وخليفة شرعي رابع . لكنهم يكفرون الشيعة لأنهم ينتقدون بعض الصحابة ! ! هل يحق لمعاوية أن يلعن الإمام علي ويقتل الصحابة ، ومع ذلك يبقى أميرا للمؤمنين وعندما يذكر اسمه يقال " رضي الله عنه " ولا يحق لأحد من الناس أن يقول إن معاوية فعل كذا وكذا . وكم انتابتني الدهشة والاستغراب وأنا أقرأ سيرة معاوية في مصادر التاريخ السنية . كنت أجد بعض القضايا والقصص التي لا تفسير لها لكن القوم أثبتوها في كتبهم وآمنوا بها . أنظر مثلا ما يقوله صاحب الفكر السامي : " قال ابن عباس : ما رأيت أحدا أحلى للملك من معاوية . وكان رزقه أيام عمر ألف دينار في كل سنة ، فكان رزقه أعظم من رزق الخليفة وغيره بكثير " . . [119] . ماذا يعني هذا الكلام ؟ ! عطاؤه السنوي أكثر من الخليفة ومن غيره ، فأين العدل العمري إذن ؟ ! . لكن دعاة السلف سيردون علينا بالإرهاب والتكفير إذا ما تساءلنا حول ذلك وأوردنا أن نعرف الحق من الباطل . وهل كان سيد قطب شيعيا أو رافضيا عندما تكلم عن معاوية وبني أمية ، يقول يحيى أبو هموس إنه " يرمي معاوية خصوصا وبني أمية عموما بالكفر ، ففي الصحيفة ( 172 ) من كتابه " العدالة الاجتماعية في الإسلام ( مطابع دار الكتاب العربي شارع فاروق بمصر ) يقول : " فلما أن جاء معاوية وصير الخلافة الإسلامية ملكا عضوضا في بني أمية ، لم يكن ذلك من وحي الإسلام ، إنما كان من وحي الجاهلية ، فأمية بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبها ، وما كان الإسلام إلا رداء تخلعه وتلبسه حسب المصالح والملابسات . وفي الصحيفة
[119] الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي . محمد بن الحسن الثعالبي الفاسي ، ج 1 ، ص 276 .
700
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 700