نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 695
الظاهرة " الشيعية " وذلك لأنها أقرب إلى المؤرخ " البهلواني " حيث لا تكلفه عناء البحث فيكتفي بالقشور ، ويستنكف عن الغوص في الأعماق . إنني لا أزال أتتبع حقيقة السبئية ، حتى وجدتها أبأس " تلفيقة " في تاريخ الإسلام . بحيث سرعان ما تلاشى تماسكها ، وتداعى صرحها التلفيقي . لينتهي إلى مصدر مجهول ، كمجهولية " ابن سبأ " نفسه . والذين ربطوا بين التشيع والسبئية ، ليسوا إلا مستهلكين لبضاعة أموية عتيقة . يقول د . إبراهيم بيضون : " والسبئية ، أسطورة كانت أم حقيقة ، فهي على هامش التشيع ومتناقضة في الصميم مع الفكر الشيعي ، بخلفيته السياسية البحتة " . ويضيف الباحث : " إني ما زلت أبحث عن هذا الشخص الأسطوري الهارب بين فجاج التاريخ " المفبرك " وأضرب الرأي هنا بالرأي هناك ، عسى أن أحصل على جواب يشفي غليلي من الجهل ونهمي إلى اليقين ، من هذه الأمية التاريخية . ويجعلني أعبد الله على يقين من أمري . وبعد بحث تاريخي طويل وعميق ، تتبع فيه الباحث شخصية هذا الرجل الأسطورية واكتشف خلفيات ظهورها وانتشارها . يقول : " وعلى هذا الأساس تنقشع غيوم " البؤس " التاريخي المتلبس بأيديولوجيا البلاط الأموي . وهكذا تنكمش " تلفيقة " السبئية ، لتلقى على كاهل محرف وضاع ، مرفوض الرواية ، وهو سيف بن عمر ، وتتوضح بعدها الأسباب التاريخية لنشوء " فكرة السبئية " وتنقشع الغيوم ، ولا تنقشع على الذين ما زالوا ممسكين بالعظام التاريخية . لقد تبين لي أن في تاريخنا مبدعين ، لا يعجزون عن حبك الأساطير في أرقى خيالاتها . لقد كان للسياسة في تاريخنا خيال ، يظللها من الشموس الكاشفة . وليست هذه أول خرافة ، تلقى بهذا الشكل " التهريجي " على التشيع . بل هناك أخريات من تلكم الشبهات المحبوكة بالأصابع المأجورة والمسيئة ،
695
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 695