نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 665
المخلص الطاهر بعد أن وضعوه في دوامة الشك واليأس وهو يكتشف أخيرا إن الثورة التي أوقدت آماله وأشعلتها ليست ثورة إسلامية ولكنها شيعية وإن الشيعة كفار [80] . والحقيقة أن هذه الكتب إنما تخدم هذا الهدف . لقد تبين للدول الخائفة من الثورة الإسلامية أن الجيش العراقي لن يصد رياح الثورة ، وأن أبناء الصحوة الإسلامية يتابعون يوميات هذه الثورة ويتشوقون لمعرفة أخبارها ، خصوصا بعد ما تبين لهم إن الجيش الصدامي يمارس حربا عدوانية ، الغرض منها القضاء على هذه الثورة . لذلك استدعى خبراء الأمن ، الكتاب المرتزقة وبدأوا في تأليف الأكاذيب والأضاليل ، لمحاصرة الثورة إعلاميا وفكريا ودينيا ، مستندين على تراث حشوية الحنابلة ، الذين وجدوا الفرصة مناسبة ، لتوزيع الكذب والخرافات ، وتحقيق الانتصارات المذهبية الوهمية . والحقيقة أن هذا الكذب السلفي قد وجد آذانا صاغية داخل قطاعات واسعة من أبناء الصحوة الإسلامية ، لأن أغلبهم لا طاقة لهم بمعرفة المكر السياسي وأحابيل الصراع المذهبي ، وهم قبل ذلك يخافون من الكفر والشرك ويبحثون عن الحق والتوحيد . وقد امتلأت كتب هؤلاء السلفية بوصم الشيعة بالكفر والشرك ومخالفة قواعد الإسلام والإيمان ، فالشيعة يسبون الصحابة ، ويدعون تحريف القرآن الكريم ، ولهم قرآن آخر غير الذي بيد المسلمين ؟ ! . وهم يفضلون أئمتهم على الرسول والأنبياء ، إلى غير ذلك من الهرطقات . كل ذلك في سبيل إبعاد أبناء الصحوة عن التأثر بالثورة الإسلامية ، لأن في هذا التأثر نهاية صروح عالية تمتص دماء المسلمين ، وتعبث بتاريخهم ودينهم وثرواتهم الطبيعية ؟ ! .