نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 650
* الدفاع عن الظلم والإجرام : لكن ابن تيمية سيعترف بوقعة الحرة التي قتل فيها جيش يزيد بن معاوية عشرة آلاف مسلم من التابعين وأبنائهم ، وفضت بكارة ألف عذراء من بنات أهل المدينة سفاحا واغتصابا . وقع هذا في مدينة الرسول ( ص ) ، وابن تيمية لا يسعه إنكار الحادثة ، وإن أنكر عدد القتلى دون دليل طبعا [65] . لكنه سيهرع بحثا عن حسنات ليزيد علها تستر هذه المخازي والموبقات ؟ ! وفعلا وجد الشيخ ضالته ، قال إن يزيد ابن معاوية شارك في غزو القسطنطينية وأن الرسول - كما يدعي الكذبة - قال : أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له . لكن هذا الحديث الواهي لم يعرفه عامة علماء الحديث . ولا بد أنه صنع بعد ما انتشر السخط من أفعال يزيد . فأراد بنو أمية أن يختلقوا له فضيلة تستر عواره . لكن هيهات ، فحتى مشاركته في جيش القسطنطينية كانت مؤامرة وتدليس من معاوية لتهيئته للخلافة من بعده ، ولسنا نحن نقول ذلك ، بل التاريخ هو الذي يفضح هذه المؤامرات والدسائس الأموية . أما حرق يزيد للكعبة المشرفة فإن شيخ الإسلام يدعي بأنه لم يكن يقصد ذلك ، وإنما كان يحارب ابن الزبير فوقع حرق الكعبة . إلى غير ذلك من التأويلات الغريبة دفاعا عن الظلم والانحراف . وعلماء أهل السنة يتبرؤون من يزيد ويلعنونه ، لعنه الإمام أحمد بن حنبل ، وذكر القاضي أبو يعلى الحنبلي إنه ممن يستحق اللعن . وقال ابن عقيل الحنبلي ومما يدل على كفره وزندقته فضلا عن سبه ولعنه أشعاره التي أفصح بها بالإلحاد وأبان عن خبث الضمائر وسوء الاعتقاد [66] .
[65] يقول عبد الله بن حنضلة ابن الصحابي الجليل حنضلة الذي غسلته الملائكة : " والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ! إنه رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات ، والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة " أنظر تاريخ الخلفاء للسيوطي . [66] أنظر تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي . يقول : " ولما لعنه جدي أبو الفرج على المنبر ببغداد بحضرة الإمام الناصر وأكابر العلماء قام جماعة من الجفاة من مجلسه فذهبوا فقال جدي " ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود " ( ص 290 - 291 ) يقول ابن العماد الحنبلي : قال التفتزاني في ( شرح العقائد النسفية ) : " اتفقوا على جواز اللعن على من قتل الحسين ، أو أمر به ، أو أجازه ، أو رضي به ، والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك وأهانته أهل بيت رسول الله ( ص ) مما تواتر معناه وإن كان تفصيله آحاد ، فنحن لا نتوقف في شأنه ، بل في كفره وإيمانه ، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه " أنظر شذرات الذهب . ج 1 ص 68 - 69 . عن صائب عبد الحميد . م س ، ص 386 .
650
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 650