نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 627
والذي يبعث على العجب فعلا هو ما قرأته بخصوص هذه الحادثة عند الدكتور عبد المجيد بدوي فهو يقول : " في محرم من عام ( 408 ه / 1017 م ) حدثت مدبحة مروعة راح ضحيتها معظم الشيعة بجميع بلاد إفريقية بسبب جماعة منهم سبوا أبا بكر وعمر في مدينة القيروان إلى قوله وامتدت الفتنة إلى المدن الأخرى " [23] . ففي الوقت الذي يقول المؤرخ ابن الأثير فسأل عنهم ( المعز بن باديس ) ، فقيل : هؤلاء رافضة يسبون أبا بكر وعمر " يقول الدكتور : " بسبب جماعة منهم سبوا أبا بكر وعمر في المدينة " ، ولعمري إن الفرق كبير جدا بين العبارتين ، فعبارة المؤرخ تعني إن أحدا من حاشية المعز قال هؤلاء يسبون أبا بكر وعمر . ولم يحدد المؤرخ من القائل ، بل قال : " قيل " على وزن زعم ، و " قيل " تحتمل الصدق والكذب . كما تشير إلى أن الذي قال : كان عدوا للشيعة ولسكان هذا الحي في القيروان . الدكتور يحصر الأسباب في هجوم العامة على الشيعة لأنهم سبوا أبا بكر وعمر . أما ابن الأثير فيوضح الأسباب الحقيقية وراء هذه الهجمة الهمجية ، وهي أسباب سياسية ، وأطماع في النهب والسلب ليس إلا ؟ ! . أما حصر هذه الأسباب في سب الصحابة فإنه تبرير ضمني لمجزرة دموية ، ستبقى عارا على جبين التاريخ الإسلامي ؟ ! . لقد شبعنا وأتخمنا ومللنا سياسة التبرير التي سلكها فقهاء السلطان قديما ، ويسلكها اليوم من يجتر تراث هؤلاء ويؤمن به ! ! . برروا الظلم في السياسة ، في الاقتصاد ، في الاجتماع ، وفي الدين ، ويقفون بعد ذلك ليقولوا نريد أن ننهض ؟ ! نريد أن نخرج من التخلف الحضاري ، لنواكب مسيرة الأمم في التمدن والرقي ؟ ! . إن منهج التبرير الذي ورثه الخلف عن السلف ، ليس إلا طريق الكذب وتزوير الحقائق ، وهل سنتمكن من
[23] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني ، الدكتور عبد المجيد أبو الفتوح بدوي ، عالم المعرفة ، جدة ، ص 90 .
627
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 627