responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 625


فقال : رضي الله عن أبي بكر وعمر .
فانصرفت العامة من فورها إلى درب المخلى من القيروان ، وهو مكان تجتمع به الشيعة ، فقتلوا منهم ، وكان ذلك شهوة العسكر وأتباعهم طمعا في النهب ، وانبسطت أيدي العامة في الشيعة . وأغراهم عامل القيروان وحرضهم . وسبب ذلك : أنه كان قد أصلح أمور البلد ، فبلغه : أن المعز بن باديس يريد عزله ، فأراد فساده . فقتل من الشيعة خلق كثير ، وأحرقوا بالنار ، ونهبت ديارهم ، وقتلوا في جميع إفريقية .
واجتمع جماعة إلى قصر المنصور قريب القيروان فتحصنوا به ، فحصرهم العامة ، وضيقوا عليهم ، فاشتد عليهم الجوع ، فأقبلوا يخرجون ، والناس يقتلونهم ، حتى قتلوا عن آخرهم ، ولجأ من كان منهم بالمهدية إلى الجامع فقتلوا كلهم [21] .
وبعد ، ما ذا يقول المفكرون الإسلاميون الذين يلهجون بتسامح الإسلام .
وأن الأقليات الدينية من يهود ونصارى قد عاشت في وئام وحفظ في المجتمع الإسلامي ؟ ! وإذا كان صحيحا ، فإن من يقول : " إن عزير ابن الله " ومن يقول " إن الله ثالث ثلاثة " لا يؤمن برسالة محمد بن عبد الله ( ص ) كان يعيش في أمن وأمان على روحه وماله ، أما من كان يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، فقد كان يقتل في المساجد والطرقات ، ويكبس في بيته ويحرق بالنار ؟ ! لكنها السياسة كما قلنا سابقا ، وسواء أكان الحنابلة أم غيرهم أداة التنفيذ ، فإن الضحية واحدة هم الشيعة .
فترحم هذا الأمير على أبي بكر وعمر ، يعتبر ضوءا أخضر لسفك دماء الأبرياء علما أنه وكما قال ابن الأثير " فسأل عنهم ، فقيل هؤلاء رافضة



[21] صراع الحرية في عصر المفيد ، العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي ، ص 33 - 34 ، نقلا عن الكامل في التاريخ ، ج 9 ص 294 - 295 . وراجع تاريخ ابن الوردي ، ج 1 ص 460 ، لكن الناشر قد وضع نقاطا في موضع بعض الكلمات ، لحاجة في نفسه قضاها .

625

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 625
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست