responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 620


العامة ، وجماعة من الأتراك فهرب منهم فدخل دارا ، فأخرجوه مسجونا ( لعل الظاهر : مسحوبا ) فقتلوه ، وحرقوه ، فركب الوزير أبو الفضل الشيرازي - وكان شديد التعصب للسنة - وبعث حاجبه إلى أهل الكرخ ، ( مكان الشيعة ) فألقى في دورهم النار ، فاحترقت طائفة كثيرة من الدور والأموال من ذلك ثلاث مائة دكان ، وثلاثة وثلاثون مسجدا ، وسبعة عشر ألف إنسان " ، وعند ابن خلدون عشرون ألف إنسان [13] .
أنظر لهذه الهمجية اللاإنسانية واللادينية ، لم يكتف هؤلاء الحنابلة أتباع السلف من قتل من قتل ، هذا إن كان فعلا قد قتله عمدا ، والقصاص الإسلامي يقضي بقتل القاتل . فما بال عشرين ألف قتيل ؟ ! ما ذنب هؤلاء ؟
لا بد أن هناك أطفالا ونساء وشيوخا طاعنين في السن ومرضى ! ! لم قتل هؤلاء ؟ ! وأي شرح يبيح ذلك ويشرعه ؟ ! اللهم إلا قانون الحقد الأعمى والجهل المركب ؟ ! تدعمه سياسة البغض ، التي سنها بنو أمية ، وعمل بها الملوك بعدهم .
مثال آخر لإهدار الدم الشيعي المسلم ، فقد ذكر ابن الأثير في حوادث سنة 363 ه‌ يقول : " ثارت العامة من أهل السنة ينصرون سبكتكين ، لأنه كان يتسنن ، فخلع عليهم وجعل لهم العرفاء ، والقواد ، فثاروا بالشيعة ، وحاربوهم ، وسفكت بينهم الدماء ، وأحرقت الكرخ حريقا ثانيا ، وظهرت السنة عليهم [14] . والسنة أو عامة السنة هنا هم حشوية الحنابلة الذين تعضدهم السياسة الغاشمة وتشجعهم على إثارة الفتن وقتل الأبرياء .
إن ما يسترعي الانتباه فعلا هو ما كان يفعله حشوية الحنابلة أثناء هذا الصراع ، لأنه يعتبر أحد المفاتيح لحل لغز هذه الفتن وخلفياتها . يقول ابن كثير



[13] البداية والنهاية ، ج 11 ، ص 273 ، تاريخ ابن خلدون ، ج 4 ، ص 446 - 447 . أنظر المرجع السابق ، ص 17 .
[14] الكامل في التاريخ ، ج 8 ، ص 637 . أنظر المرجع السابق ، ص 19 .

620

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 620
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست