نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 585
يبني له صرحا من المؤسسات والدعاة الذين يبشرون بآرائه عبر العالم . وإذن ففكرة رفض هذه المذاهب لكونها من صنع السياسة منتقض على نفسه لأن المذهب السلفي أشد التصاقا بالمصالح السياسية للدولة السعودية . * المذاهب الفقهية بدعة : أما كون هذه المذاهب حدثت بعد القرون الثلاثة وهي بذلك مبتدعة ، فهذا لا يصح ، ويعبر عن جهل بالتاريخ الإسلامي . يقول الدكتور إبراهيم حسن : " . . . إن العصر العباسي الأول كان عصر أئمة مذاهب السنة الأربعة وهي مذهب أبي حنيفة . ومذهب مالك . ومذهب الشافعي ، ومذهب ابن حنبل . وقد ظهر في العصر العباسي الثاني بعض أعلام الفقهاء الذين كونوا لهم مذاهب في الفقه ، ولكن لم يقدر لها الاستقرار والذيوع أمام المذاهب الأربعة [90] . ويكفي أن نعرف أن الإمام أحمد بن حنبل وهو آخر الأئمة الأربعة توفي ( سنة 241 ه ) أي قبل أن ينتصف القرن الثالث . أما مالك فتوفي ( سنة 179 ه ) . إذن فقد عاش هؤلاء الأئمة ضمن القرون الثالث التي وصفها الحديث المعتمد لدى السلفية ، بالخيرية . وقد انتشرت خلال هذه القرون وعرفت لها أتباعا ومقلدين . ويكفي أن يعلم أن قاضي القضاة في عهد هارون الرشيد كان أبو يوسف صاحب أبي حنيفة وناشر مذهبه . ولن نستمر في صرد المعلومات التاريخية التي قد يعرفها طالب المرحلة الثانوية إن لم نقل قبل ، فما بال علماء السلفية يجهلون أو يتجاهلون هذه الحقائق [91] .
[90] تاريخ الإسلام ، دار إحياء التراث العربي ، ج 3 ص 347 . [91] إن قولهم في المذاهب الفقهية بأنها بدعة ظهرت بعد القرون الثلاثة الأولى ينطبق فعلا على المذهب الحنبلي الذي يصدرون عنه فقد " نقل عن الإمام الغزالي إن الاعتراف بفقه الحنابلة كان حوالي سنة ( 500 ه ) " ، أنظر بحوث مع أهل السنة والسلفية ، ص 201 .
585
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 585