نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 567
البخاري في صحيحه وهو حديث مشهور [59] . 4 - التوسل بدعاء الرسول : وهو من أعظم الوسائل وأخصها ، لأن الرسول الأكرم مستجاب الدعوة مقبول عند ربه ومرسله . وقد أشار القرآن إلى هذه الخاصية . يقول سبحانه وتعالى : * ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) * ( النساء ، الآية 64 ) . والآيات القرآنية التي نزلت في الرسول ( ص ) وسيرته العطرة تشهد بأن للرسول ( ص ) مقاما كريما وعظيما . فهو ليس كأحد من الناس أو كأحد من المؤمنين ، لأن الوهابية يساوون دعاءه بدعاء غيره من المؤمنين وهذا خطأ فاحش وسوء أدب في حقه عليه السلام ، وجهل بتاريخ الرسالات ، ومكانة الأنبياء . لقد استجاب الله لدعاء نبيه نوح بهلاك قومه . وحكم أنهم لا يلدون إلا فاجرا كفارا ، فجاء الطوفان . وكذلك سائر الأنبياء وعلى رأسهم خاتمهم محمد بن عبد الله الذي قال الله في شأنه * ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) * . 5 - التوسل بدعاء المؤمن : وقد جاء في القرآن إن الملائكة يستغفرون للمؤمنين . وكذا المؤمنون لبعضهم البعض ، وفي الأحاديث حث على دعاء المؤمن لأخيه ، بل إن ذلك من أسباب تعجيل الإجابة . إلا أن الوهابية وإن كانوا يؤمنون بصحة التوسل بدعاء النبي فإنهم يشترطون حياته ، فدعاؤه كان مجديا في حياته أما بعد موته فلا يصح دعاؤه ولا يجوز وهو طريق إلى الشرك . وهذا الاعتقاد مبني على موت الأنبياء وانقطاع صلتهم بالدنيا تماما . وهذا خلاف ما جاء به القرآن وما فهمه وعلمه علماء الصحابة والتابعين . وإذا كان الشهداء - بنص القرآن - أحياء في عالم البرزخ يرزقون . فرحين بما آتاهم الله من الكرامة والنعيم فبالأولى أن يكون