نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 562
التذلل ، والعبادة أبلغ منها ، لأنها غاية التذلل " ، ويعرفها الفيروزآبادي ب ( الطاعة ) . لكن جميع هذه التعارف ما هي إلا نوع من التعريف بالمعنى الأعم لأن الطاعة الخضوع وإظهار التذلل ليست - على وجه الإطلاق - عبادة ، لأن خضوع الولد أمام والده ، والتلميذ أمام أستاذه والجندي أمام قائده لا يعد عبادة مطلقا مهما بالغوا في الخضوع والتذلل [50] . وهنا آيات متعددة تصف هذا الخضوع ولا تعتبره عبادة . مثل * ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ) * ( البقرة ، الآية 34 ) فكان سجودهم له تعظيما وتكريما . ولم يكن عبادة له أو جعله شريكا لله . وقوله تعالى في قصة يوسف : " ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ) * ( يوسف ، الآية 100 ) . وكذا تذلل المؤمنين لبعضهم البعض . وعليه فلا يكون الخضوع ضعيفه وشديده عبادة إلا إذا دخل فيه عنصر قلبي خاص يميزه عن مماثلاته ومشابهاته ، وهذا العنصر عبارة عن أحد الأمور التالية : 1 - الإعتقاد بألوهية المعبود . 2 - الإعتقاد بربوبيته . 3 - الإعتقاد باستقلاله في الفعل من دون أن يستعين بمعين أو يعتمد على معاضد [51] . ويتضح من ذلك أن مقوم العبادة ليس العمل أو الفعل الظاهري ، ولكن الاعتقاد القلبي الباطني . فالمشركون على عهد الرسول وقبله كان منهم من يعتقد بألوهية معبوده كأحد الآلهة الصغيرة إلى جنب الإله الكبير . لذلك قال " المشركون للرسول كما حكى عنهم القرآن * ( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا
[50] التوحيد والشرك ، م س ، ص 51 . [51] بحوث في الملل والنحل ، ج 4 ، ص 68 - 69 .
562
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 562