نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 55
تيمية " ، أو بمعنى أدق سار الحشو في طريقه يدعم فكرة التشبيه والتجسيم ويجتذب إليه مجموعة من أذكى رجالات الفكر الإسلامي [59] . وإن كان ابن تيمية سيتجه بهذا الحشو اتجاها نحو عقلنته بجمع متناقضاته وآرائه المختلفة المشارب والاتجاهات وصبها في قالب ، قال عنه أنه مذهب أهل الحق من السلف والخلف . وتبعه في ذلك تلميذه ابن قيم الجوزية ، وحمل راية الدعوة إلى ذلك بالسيف محمد بن عبد الوهاب النجدي الحنبلي وأتباعه . حيث السعي الجاد اليوم لنشر هذه المعتقدات والآراء في العالم الإسلامي ومحاربة غيرها . لقد كانت البذرة الأولى للتشبيه إما وافدة على البيئة الإسلامية ضمن مؤامرة على عقيدة التوحيد الخالص . أو وليدة هذه البيئة نفسها ، نتيجة سوء الفهم لبعض النصوص الإسلامية . لذلك فالحشو والتشبيه وما ينتهيان إليه من تجسيم ، قد نبتا في صفوف المسلمين وصار لهما ممثلون بين الفرق المختلفة ، فهناك حشوية بين أهل السنة وبين غلاة الشيعة ، يظهرون في عصور مختلفة . وهناك " حشوية مشبهة " تنتمي إلى الحنابلة وإن تبرأ منها محققوا الحنابلة أنفسهم [60] . وهؤلاء هم الذين يطلقون على أنفسهم اليوم اسم " السلفية " ، وهم في الحقيقة " حشوية الحنابلة " . ونسبتهم للحنابلة لأنهم يدعون أنهم على ما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل في الأصول والفروع . وسنناقشهم في الفصول القادمة حول هذه النسبة لنعرف حقيقة ومدى ارتباطهم بفكر ومنهج هذا المحدث الكبير . يلاحظ القارئ أننا انتهينا إلى حقيقة مفادها ، أن فرقة " السلفية المعاصرة " اليوم هي تيار حشوي له جذور عميقة في التاريخ الفكري للحشو وعقائده .
[59] نفسه ، ص 311 . [60] المدخل إلى علم الكلام ، ص 77 ، مثل ابن الجوزي الذي ذم أصحابه الحنابلة لاعتقادهم الحشو والتشبيه والتجسيم ، انظر الفصول القادمة .
55
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 55