نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 541
كالأجسام ، وله قلب لا كالقلوب ، وله لسان ناطق لا كهذه الألسنة [8] . وعليه فإن نظرية ابن تيمية الجديدة تلازمها الجهة والتجسيم . وهذا ما استنتجه علماء أهل السنة وغيرهم . ، لا ضير من التأويل : والمدرسة الأشعرية في عرف أصحابها إنما جاءت كوسطية بين الحشوية الذين سقطوا في التشبيه والتجسيم ومعهم ابن تيمية ، وبين المعتزلة الذين تطرفوا في التنزيه فسقطوا في التعطيل . وإذا كان الأشاعرة قد ركبوا قطار التأويل فإن حجتهم التي اتكأوا عليها ، كانت اللغة العربية ، لسان التنزيل نفسه . حيث وجدت الآيات المتشابه أو آيات الصفات . فإذا كان القرآن قد نزل بلغة العرب واستخدم تراكيبهم واعتمد مفاهيمهم اللغوية . فإن العرب قد عرف عنهم استخدامهم الكبير للمجاز والكناية . فأي صفة وضعت لمعنى جسمي محدد ، قد ينقلها المجاز إلى معنى آخر ليس غريبا عن الاستعمال العربي ، بل نجد له الشواهد الكثيرة . لذلك لا ضير من التأويل ضمن هذه الحدود اللغوية المتعارف عليها ، خصوصا وأن ذلك سيؤدي إلا تجاوز كل الشبهات والإشكالات في مجال التوحيد . وبذلك نكون قد أرجعنا المتشابه إلى المحكم . ف * ( ليس كمثله شئ ) * آية محكمة في كتاب الله ، وهي تفيد التنزيه المطلق عن كل تشبيه أو تجسيم . لكن ابن تيمية وأتباعه يرفضون التأويل ويعتبرونه طريقا نحو التعطيل . إلا أن أهل السنة اعتبروا ذلك من ابن تيمية أول المؤاخذات العلمية . فاتهموه بالكذب وتزوير حقائق التاريخ ، لأنه نفى أن يكون السلف قد سلكوا درب التأويل ، أو أولوا شيئا من الصفات الخبرية ، وهذا خلاف الواقع . فهو عندما يقول : " لم أجد لساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات