نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 524
وإلا فلو أعطيت السلطة لرؤساء هؤلاء البدو . لكانت المملكة السعودية اليوم يضرب بها المثل في التخلف المدني والحضاري العام . يقول الغزالي وهو الكاتب الإسلامي الذي خبر دعوتهم ودخل معهم في صراع فكري وجدالي ما زال مفتوحا إلى اليوم : قلت لأحد الحنابلة " السلفيين " إنني أتعلم من الغزالي وابن رشد ومن أبي حنيفة وابن تيمية فنظر إلي مستنكرا يحسب أني أؤيده وحده ! علينا - يقول الغزالي - أن ندرس الجهد العقلي للبشر قاطبة فذاك يعيننا على إحقاق الحق وإبطال الباطل حين نصدر باسم الإسلام بعض الأحكام [174] . والغزالي هنا يشير إلى ضيق الأفق المعرفي والعلمي الذي يراد للصحوة الإسلامية أن تدخل نفقه . فهناك فتاوى وأفكار لا يعرف أصحابها ، لكنها تأتي من نجد أو الرياض أو الكويت لا محالة . تدعوا أبناء الصحوة للاقتصار على دراسة كتب ابن تيمية وابن قيم الجوزية فقط . للتعرف على الإسلام الصحيح . أما باقي الإنتاج الفكري الإسلامي ، فهو ضلال وانحراف يجب الابتعاد عنه وإهماله . فمثلا تسمعهم يروجوه " من لم يقرأ كتب ابن قيم الجوزية ليس له حظ من العلم " . أو يدعون إلى الاقتصار على تفسير ابن كثير دون غيره . وغير ذلك من الأفكار والمبادئ الهدامة التي تؤدي إلى نكوص المجتمع الإسلامي وتعميق تخلفه وانحداره الحضاري . * تشويه صورة الإسلام : أما تشويه الإسلام ، في نظر أهله أولا وخصوصه ثانيا ، فحدث ولا حرج . فاعتناق الإسلام في أوربا أمريكا ، يعني أولا وقل كل شئ لبس دشداشة
[174] محمد الغزالي بحث بعنوان " المسلمون وحوار الحضارات في العالم المعاصر " مقدم إلى الدورة العاشرة لمؤتمر المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن ص 6 . أنظر مجلة الكلمة ، العدد العاشر ، 1996 م .
524
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 524