نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 511
أبناء هاته المنطقة وفجأة ، علماء وفقهاء ودعاة للإسلام وعقيدة التوحيد . ليس فقط ضمن مجالهم الجغرافي ، الصحراوي الضيق ، ولكن لأبعد من ذلك شرقا وغربا . حيث بدأت محاكمة الإسلام والمسلمين معا ، انطلاقا من معارف هؤلاء الدعاة الجدد . فما ارتضوه حقا فهو الحق ، وما جهلوه فهو الباطل الذي يجب أن يرفض ويزول بحد السيف . يقول الدكتور محمد عوض الخطيب : " انطلقت الوهابية من نظرة خاصة للإسلام احتوت على الحد الأقصى من التزمت وضيق الأفق ، مسيئة الظن بالمسلمين إلى درجة اعتبارهم ، بشكل مسبق مشركين وكافرين [167] . وضيق الأفق والتزمت الذي عرف به دعاة الوهابية لم يكن بسبب المزاج الصحراوي فقط ولكن بسبب بساطتهم المعرفية وسذاجتهم الفكرية وضعف بضاعتهم في الفكر الإسلامي . يقول السيد محمد سليم الإسكندراني : " إني اجتمعت بكثير من علمائهم فوجدتهم من الجهل بمكان ومن العلم بمعزل [168] . وقد استغل ابن سعود هذا الجهل وهذه البساطة في فهم الإسلام عندما رسخ في أذهانهم أن حربهم للمسلمين مقدسة ، حرب الموحدين ضد الكفار والمشركين وبذلك ضمن توسع مملكته وسيطرته على الحجاز وأطراف العراق والشام ، وقد انتبه محمد أسد لذلك ، عندما أشار إلى أن ابن سعود بقي قانعا بتعريف الإخوان إلى أبسط مبادئ الثقافة الدينية والدنيوية . والحق أنه لم يعرفهم إلى شئ من هذا ، إلا بمقدار الذي بدأ ضروريا للحفاظ على حماستهم وغيرتهم ، بكلمة أخرى لم ير ابن سعود في حركة الإخوان إلا وسيلة لبلوغه القوة واستتباب الحكم [169] .
[167] صفحات من تاريخ الجزيرة العربية الحديث ، ص 130 . [168] المرجع نفسه ، ص 156 . [169] الشيعة في المملكة العربية السعودية ، ج 2 ص 132 .
511
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 511