نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 51
الذي قام سلف " الحشوية الحنبلية " بمعارك طاحنة لأجل إثباته ، في كل من بغداد ودمشق والقاهرة . حيث أبوا إلا أن يجلسوا النبي ( ص ) مع ربه على العرش سبحانه وتعالى عما يصفون . ومقاتل بن سليمان هذا وغيره من أصحاب الحديث ، غلوا كثيرا في التجسيم والتشبيه ، فالله سبحانه وتعالى عما يصفون " جسم على صورة لحم ودم له شعر وعظم وجوارح وأعضاء من يد ورجل ولسان وعينين ووجه وأضراس ولهوات . وقال بعضهم ما سمعنا بذكر الرأس ! ! وقال آخر لا تسألوني عن الفرج واللحية . وغير ذلك من الهرطقات التي سيحاول ابن تيمية - إمام السلفية المعاصرة - الدفاع عن بعضها ، في محاولة لعقلنة هذا الحشو العقائدي الفظيع . لقد أصبح التجسيم والتشبيه بعد هذا المحدث والمفسر الكبير مدرسة متكاملة اعتنق أفكارها بعض ممن جاء بعده من المحدثين والفقهاء ، أمثال أبي عاصم حشيش بن صرم ( المتوفى سنة 254 ه ) ، صاحب كتاب " الإستقامة " الذي دعم فيه القول بالتجسيم والتشبيه مستندا للكم الهائل من الإسرائيليات ، سواء ما وجد في تفسير مقاتل بن سليمان أو ما يتداوله الرواة من أحاديث في هذا المجال ، وعلى رأسها حديث المقام المحمود الذي أنكره المعتزلة وأهل السنة والجماعة من أشاعرة وماتريدية وقالوا إن المقصود بن الشفاعة . أما الملطي صاحب كتاب " التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع " فإنه لم ينحرف قيد أنملة عمن سبقه في التجسيم والتشبيه . لقد اندمج العوام مع هذه العقائد اندماجا كليا ، لأن التجسيم والتشبيه أقرب لأفهامهم ومخيلاتهم من التنزيه . فالتفوا حول دعاة هذه العقائد وآزروهم وعظموا شأنهم ، كما سيعتبرهم السلفيون سلفهم الخاص فيما بعد . وإلى هؤلاء " الحشوية الأوائل " سيرجع الفضل في قيام تيار وحركة حشوية تجسيمية وتشبيهية كبرى في القرن الرابع مع أحد كبار المحدثين الحنابلة وهو
51
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 51