responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 505


خصوصا بعد وفاة الرسول ( ص ) . مما يجعل أبناء الصحوة الإسلامية ينشدون هذا الحلم ، الذي يعتبرونه واقعا حدث ذات يوم ويمكن إعادته أو تكراره . في الوقت الذي تكون حقيقة هذا الواقع مسطورة ومختلقة على الأوراق فقط .
وهذه الكتابات المزيفة للواقع هي التي جعلت أبناء الصحوة الإسلامية يحلمون بالخلافة الراشدة ، ويسعون لإعادة نموذجها المثالي . لكن هيهات ، هيهات ! ! إن الواقع ليس كما يسطره الكتاب اليوم . والذي قيل إنهم يفعلون ذلك ، لإعادة الاعتبار للذات المسلمة . وإخراج المسلم من حلقة اليأس الذي يعيش فيه ، نتيجة الهزيمة الحضارية . وذلك بالحديث عن تاريخ حضاري مشرق . كما أن هذا الأسلوب أستخدم لدعم المواجهة الحضارية بيننا وبين الغرب . وخلق سد منيع أمام الغزو القيمي الغربي ، وذلك بخلق الانطباع بالتفوق الأخلاقي والقيمي للحضارة الإسلامية على الحضارة الغربية المعاصرة .
ونحن وإن كنا لا نمانع من تقوية الجبهات الداخلية والخارجية للأمة في مواجهتها الحضارية الشاملة مع الغرب . فإننا لا نرضى أن يكون ذلك على حساب الحقيقة وتزييف الوقائع ، وهذا لا يقتصر على مثال " الخلافة الراشدة " ولكن على مجمل التاريخ الإسلامي .
إن عرض الجانب المضئ من تاريخنا ، وغض الطرف عن الجانب المظلم ، يعد تحريفا للواقع والتاريخ . ولن يثمر سوى ردة فعل قاسية ، إذ ما اطلع أبناء الصحوة على حقائق الأمور ؟ . إنهم يتكلمون عن واقع اجتماعي لا وجود له إلا في خيال من يكتب عنه ، ويتكلمون عن ورع وصدق وعلم " أمير المؤمنين " [163] فلان الخليفة ، وأنه كان يصلي ألف ركعة في اليوم وكان



[163] أنظر ما يقوله السلفي عمر بن أحمد الأحمد عن الخليفة العباسي المتوكل على الله " لقد شبه بعض المؤرخين عصر المتوكل بعصر الصديق لقتله أهل الردة لأنه نصر الحق ورده عليهم حتى رجعوا إلى الدين ، وبعصر عمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بني أمية ، وقد أظهر الحسنة بعد البدعة ، وأخمد أهل البدعة وبدعهم بعد انتشارها واشتهارها فرحمه الله . . . رحم الله الخليفة المتوكل رحمة واسعة الذي قتل سنة ( 247 ه‌ ) ، فلقد حرص على توحيد كلمة المسلمين ، لأنهم يد واحدة على من ناوأهم وعاداهم وعادى طريقة السلف طريقة أبي بكر وعمر وهي الطريق الحق ، فعليك بها وإياك وبنيات الطريق " . مجلة الأصالة العددان 15 - 16 ، 15 ذي القعدة 1415 ه‌ ، ص 93 . إن هذا الخليفة الذي يترحم عليه هذا السلفي المعاصر كان طاغية عصره وقد ذكر المؤرخون عن مجونة وإدمانه الخمر وفسقه الكثير ، بالإضافة إلى أنه كان ناصبيا يبغض الإمام علي بن أبي طالب وأهل بيته . وقد اتفق العلماء على أن المبغض لأهل البيت في حكم الكافر . أما قوله " نصر الحق ووحد كلمة المسلمين " فلا مصداق له سوى أن هذا الخليفة أوقف امتحان الفقهاء والعلماء في قضية " خلق القرآن " . وانتصر لأهل الحديث " الحشوية منهم بالخصوص " أو ما يسمى اليوم . السلفية . يقول أبو بكر الخوارزمي : ليس من فرق الإسلام فرقة إلا وقد هبت لأهلها رويحة ، ودالت لها دولة كما أتفق المختار للكيسانية والمعتصم والواثق للمعتزلة . والمتوكل للنواصب والحشوية " . رسائل أبي بكر الخوارزمي ص 178 . ولكي يعرف القارئ حقيقة هذا الخليفة الذي يترحم عليه السلفية اليوم ما عليه إلا أن يراجع مصادر التاريخ المعتمدة ليرى كيف عاش وكيف قتل ومن قتله ولماذا ؟ ! .

505

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست