responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 500


بالتفصيل الذي ارتضاه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [162] .
وهكذا تتم محاكمة تراث المذاهب الإسلامية بميزان وحيد وقاطع هو رأي ابن تيمية " السلف " ، فما وافق رأي " شيخ الحنابلة " فهو رأي السلف الصالح وهو الحق المحض . وما خالف ذلك فهو ليس رأي السلف وهو الباطل المحض .
والدكتور المؤلف عندما يذكر آراء ابن تيمية ويصفها برأي " السلف " وقول السلف . إنما يؤكد ما توصلنا إليه في المقدمة عند التعاريف ، بأن مذهب السلف ليس سوى آراء شيخ الإسلام ابن تيمية مضافة إلى المذهب الحنبلي .
وهذه الأمثلة التي جئنا بها ونحن نناقش مسألة التحريف . إنما تدخل ضمن هذا الباب - تحريف التراث - فعندما يقول المؤلف أن رأي السلف في هذه المسألة كذا ، يتبادر لذهن القارئ العادي أنه يقصد الصحابة أو التابعين أو أئمة الإسلام ممن عاش في القرون الثلاثة الأولى من عمر الإسلام . لكن الحقيقة أن هذه الكلمة " السلف " لا تعني أكثر من " رأي ابن تيمية لا غير " وهذا تحريف وتزوير وتلفيق ، بخلاف الحقيقة والواقع . وإيهام القارئ بصحة رأي " السلفيين " لأنه منسوب لأناس فرض أنهم أعلم ، لأنهم أقرب عهدا برسالة الإسلام . والاستهانة برأي علماء المذاهب الأخرى عندما يعلم القارئ بأنها تخالف آراء السلف .
ونحن على يقين بأن دعاة السلفية اليوم لو تنازلوا عن لقب " السلف " وأتباع السلف ، ودعوا لآرائهم ومعتقداتهم كما هي عليه حقيقة . آراء وأفكار فقهاء وأتباع المذهب الحنبلي وبالخصوص آراء ابن تيمية الحراني وتلميذه ابن قيم الجوزية ، فإن أبناء الصحوة الإسلامية سيجدون أنفسهم أمام مجال واسع ورحب للاختيار والمقارنة بين اجتهادات العلماء وآرائهم في جميع المذاهب الأصولية والفروعية .



[162] نفسه ، ص 332 .

500

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست