نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 497
ولا شك أن هذه المختصرات ستكون بمثابة إعادة كتابة التاريخ وفقا لأهواء حشوية الحنابلة . ولو تسنى لهم أن يفعلوا ذلك تحت جنح الظلام وينشرون نتائجه في الأوساط الإسلامية المتلقية ، فإن الكارثة ستكون مهولة ، وعملية التحريف ستبلغ مداها الأقصى . وستتحول الأكاذيب والخرافات في تاريخ الإسلام إلى حقائق تعتنقها الملايين من المسلمين . وستصبح الأحاديث المكذوبة والمختلقة صلب العقائد الإسلامية . ولا ضير إذن من أن يعيد التاريخ نفسه . فلولا مثل هكذا عمل ، لما أصبح عيسى ابن مريم إلها يعبد في الأرض بدل الله عز وجل . وها هي الملايين اليوم تعتنق المسيحية أو الصليبية وتتدين بدين لا علاقة له بنبي الله عيسى عليه السلام بالمرة . ونحن إذ نحذر من هذه " المختصرات " نؤمن بوجودها في تاريخ الإسلام . ولكن ذلك العهد ولى ، حيث كان يمكن الركون إلى صدق أصحابها وموضوعيتهم . أما الآن فإن " دعاة السلف " يكذبون على الأحياء الذين يعاصرونهم وينسبون إليهم أقوالا وأفعالا هم بريئون منها . وإذا كانوا يستحلون الكذب على خصومهم فلا مانع لديهم من تصحيح التاريخ ، وتنظيف كتب الحديث من كل ما يرفضه الفكر السلفي . فعلى أبناء الصحوة الإسلامية أن يأخذوا حذرهم ، وأن ينتبهوا جيدا لمثل هذه المختصرات . وأن يبحثوا عن هوية الكاتب المذهبية ، ومصدر الطباعة والنشر . وإن كنا ندرك صعوبة ذلك ، لأن المئات من المرتزقة يقومون بهذا العمل لصالح المؤسسة السلفية ، ولا يمكن معرفتهم . وكذا دور النشر ، فإن هناك صعوبة واقعية في تحديد ميول أصحابها ومن يدفع لهم المال لقاء فعلهم هذا . وبالجملة فإن الاطلاع الشامل والقراءة المتنوعة لكتب الأصدقاء والخصوم كفيلة بإيضاح الطريق أمام المخلصين من أبناء الصحوة الإسلامية .
497
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 497