نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 496
الميادين الفكرية . اختصرت كتب التاريخ الطويلة ، كما اختصرت موسوعات الحديث ، وشمل هذا الاختصار أيضا كتب الفقه والأدب . أما الآن فإننا نعتقد أن عملية الاختصار التي يقوم بها بعض كتاب السلفية وراءها ما وراءها ؟ ! خصوصا اختصار السيرة النبوية وكتب الحديث [157] . وهذه العملية وإن كانت عملية في الأصل ولا إشكال على ممارستها . فإنها قد تصبح مدخلا يلج منه السلفيون للقيام بعملية تحريفية واسعة النطاق . فقد يحذفون من السيرة النبوية كل ما لا يتناسب مع مذهبهم . كما يتم تشطيب وإلغاء الأحاديث التي يتشبث بها خصومهم . وعليه سيظهر مختصر صحيح البخاري لا يجد فيه المخالف للسلفية أي مستند . وهكذا بالنسبة للسيرة النبوية ، ففضائل أهل البيت مثلا ، سيتم التخلص منها بيسر وسهولة . أما كتب التواريخ فلا نشك أنها ستصبح أموية أكثر من اللزوم . لأن من يعتقد في يزيد ابن معاوية الفاسق أنه كان أميرا للمؤمنين واجب الطاعة . لن يرضى بما كتبه المؤرخون في وصف حاله من الفسق والفجور وصولا إلى الكفر [158] .
[157] أنظر مختصر صحيح مسلم للمنذري ومقدمة الشيخ ناصر الدين الألباني السلفي وما ذكره في هذه المقدمة من الحط على المذاهب الفقهية وخصوصا المذهب الحنفي . والسلفيون يغتنمون مثل هذه المقدمات لنشر الفكر السلفي . [158] يقول الكاتب والصحفي نبيل فياض : في الإطار التدجيلي ذاته . صدر عن " وزارة المعارف - المكتبات المدرسية " في تلك الدولة الوهابية . كتابا حمل عنوان " حقائق عن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية " مليئا بالأكاذيب ، يهدف أصلا إلى غسل عقول الأطفال ، وتهيئتهم كي يتحملوا " شرعيا " مظالم الحاكم مهما كان فاسدا ، فاسقا . فما هي حقائق أمير المؤمنين هذا ، الذي خرج منتصرا من كل معاركه مع معارضيه من المسلمين ؟ قال ابن كثير : " اشتهر يزيد بالمعازف وشرب الخمور ، والغناء والصيد واتخاذ القيان والكلاب والنطاح بين الأكباش والدباب والقرود ، وما من يوم إلا ويصبح فيه مخمورا . وكان يشد القرد على فرس مسرجة بحبال ويسوق به . . . إلى أن قال : وكان إذا مات القرد حزن عليه وقيل أن سبب موته إنه حمل قردة وجعل ينقزها فعضته " . ابن كثير . البداية والنهاية 8 / 236 . أنظر ، يوم انحدر الجمل من السقيفة ، الطبعة الثالثة 1995 م ، ص 14 ، 15 ، 17 .
496
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 496