نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 466
الانتشار الأول للفكر السلفي الوهابي في الجزيرة العربية ونجد ، حيث ركبت الدعوة السلفية مطية الجهاد المسلح والفتوحات العسكرية ولم يكن هناك احتكام إلا للسيف والبندقية وقد ذكرنا ذلك مفصلا فيما مضى . ولا يشك أحد من المطلعين والمتابعين اليوم لحركة المد السلفي في دور المال " والريال " في نشر الفكر الوهابي السلفي ، والكتاب المرتزقة في مصر والشام يعرفون ذلك جيدا ، ولولا هؤلاء المرتزقة لما كان للفكر السلفي هذا الوجود الكبير على الساحة الإسلامية ، لأن علماء الوهابية في نجد لا يحسنون الكتابة ولا يتقنون فن التعبير والتحليل . وليس لهم . تاريخ عريق - لبداوتهم - في صنع الأيديلوجيات . والدعوة لها وتزوير الحقائق وتجييرها لخدمة هذه النحلة أو ذاك المذهب ، وللحقيقة والتاريخ نقول إن بعض الكتاب والصحفيين في بلد الكنانة " مصر " لهم قدرة رهيبة على صنع المذاهب الفكرية والسياسية والدفاع عنها وإيجاد الحجج العقلية والنقلية لتثبيتها . ونحن ندعي ونؤكد أن لولا هؤلاء وغيرهم ، لما تجاوز الفكر الوهابي بلاد نجد ، وفي أحسن الظروف شبه الجزيرة العربية ، وحتى إن تعدى هذه الحدود ، فإن حلل البداوة ولهجة العراء القاحلة وجفاء نفوس ساكينها كانت كفيلة بتقزيمه وانحصاره وتقلص امتداده في الآفاق البعيدة . طبعا لسنا في حاجة إلى أدلة واستشهاداته لدعم هذه الحقيقة - حقيقة دور المال الوهابي السعودي في نشر الفكر السلفي - ولكننا نحيل القارئ إلى ما تداولته الصحف العربية أثناء أزمة الخليج الثانية واحتلال العراق للكويت ، فقد انتشر خبر قطع المعونات والإمدادات المالية ( السعودية ) على فئات عريضة ومؤسسات في مصر ، وذلك بسبب موقفها من استخدام الجيوش الغربية لإخراج صدام من الكويت . ولا شك أن الكل يعلم مقدار ضخامة وحجم الأموال السعودية التي تصرف على المؤسسات الإعلامية والدينية في العالم كي تتماشى مع
466
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 466