responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 454


الشافعية عن واحد من الحنابلة ، غمزه ونال منه . إن لم يستطع بصريح العبارة فلا أقل من الكناية والتحريض ، وكذلك لو كتب واحد من الحنابلة عن الشافعية ، وكتب التراجم مليئة بالأمثلة والشواهد [119] . ومن يتصفح " المنتظم " لسبط ابن الجوزي يستغرب بل يستهول حجم الفتن وكثرتها والتي كان الحنابلة يشعلونها بين الحين والآخر . فتارة مع أهل السنة من الأشاعرة وتارة مع الشيعة ، أما أسباب الخلاف فالمسائل العقائدية والخصوصيات المذهبية . والبادئ دائما لإشعال هذه الفتن والتعدي على الآخرين هم " حشوية الحنابلة " .
لقد أحدث الحنابلة جفوة بالغة بينهم وبين سائر الفرق كما يقول صاحب النهج الأحمد بسبب أسلوبهم في الدعوة ، حيث الخشونة والعنف والإرهاب من أبرز سمات تحركاتهم الدعوية . بالإضافة إلى انتصارهم بالعوام والطبقات الدنيا من المجتمع ، حيث يسود الجهل والأمية ويصعب على أي عاقل فضلا عن المفكر أو العالم أو يوصل بعض الحقائق إلى عقول هؤلاء العامة ، أو أن يمد جسرا للتفاهم معهم وتوضيح الأمر لهم ، بشكل تستوعبه عقولهم البسيطة . ولقد كان الحنابلة يدركون ذلك جيدا ويستفيدون من العامة لتحقيق انتصارات مذهبية .
لقد وصف الحنابلة أنفسهم بأنهم " قم تقلصت أخلاقهم عن المداخلة " .
لذلك فقد اتسمت دعوتهم بالعنف والشدة والإرهاب ، يقول الشيخ محمد أبو . زهرة " وفي سبيل دعوتهم يعنفون في القول . حتى إن أكثر الناس لينفرون منهم أشد النفور " [120] .



[119] النهج الأحمد ، ص 40 .
[120] المذاهب الإسلامية ، م س ، ص 354 ، وجاء في البداية والنهاية لابن كثير ، إن الحنابلة في بغداد عام 447 ه‌ قوى جانبهم على الأشاعرة وحالوا بينهم وبين شهود الجمعة والجماعات كما حاول الحنابلة منع الشافعية من الجهر ببسم الله الرحمان الرحيم ، والترجيع في الأذان والقنوت ، وكادت تحصل فتنة كبيرة لولا أن حملوا على السكوت آخر الأمر . ج 12 ، ص 66 ، أنظر على دروب التقريب بين المذاهب الإسلامية ، ص 34 .

454

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست